2- بردية قائمة تورين للملوك
تاريخها ووصفها
في بداية القرن ١٩ الميلادي وفي مدينة منف (ميت رهينة بالبدرشين حاليًا) تم اكتشاف البردية الفريدة دي وهي عبارة عن ورقة بردي كبيرة طولها ١٧٠سم وعرضها ٤١سم مقسمة إلى ١١ قائمة عمودية كتب فيها من اليمين إلى اليسار ذكر لملوك مصر القديمة بداية من عصر الملوك الآلهة قبل عصر الأسرات ولحد فترة الانتقال (الاضمحلال)[1] الثاني وبتشمل ذكر ملوك الهكسوس، وبتنتهي بملوك الأسرة ١٧ بنهاية عهد الدولة الوسطى[2]. شملت البردية ذكر ٣٠٠ ملك وهي مدونة بالخط الهيراطيقي[3]
بيعود تاريخ كتابة البردية إلى سنة ١٢٧٩ق.م عهد الملك رعمسيس التاني في الأسرة ١٩ لكن بدون سبب محدد لتدوينها.
حالتها ومكان تواجدها
في البداية حصل رحالة طلياني غير مسؤول اسمه دروڤتي على البردية وكانت كاملة وسليمة، إلا إنها تهشمت برفقته وأصبحت عبارة عن قطع تحتاج للتجميع الصحيح -زي لعبة البازل- لإمكانية دراستها. وهي موجودة من وقت حصول الطلياني ده عليها في متحف إيجيزيو بمدينة تورينو في إيطاليا (وعليه أخذت مسماها - بردية تورين).
أهميتها التاريخية
تعتبر قائمة تورين للملوك حاليًا أهم مصدر من مصادر تاريخ مصر القديمة لاحتوائها على ترتيب أسماء وملوك وملكات مصر من فجر التاريخ وعدد سنوات حكمهم وتقسيم أسرهم وعصورها (بما في ذلك الملوك اللي حكموا لمدد قصيرة وتم استبعادهم من قوايم تاريخية تانية) وهي بكده تكون القائمة الأكتر شمولًا للملوك حتى تاريخها. فالبردية برغم حالتها السيئة بتعتبر أدق مصدر يمكن الاعتماد عليه في الشأن ده لحد الآن.
بسبب تهشم البردية حصل أمرين مهمين في التاريخ المصري القديم وهما - اعتماد بدايته عمومًا من حكم الملك "مينا نعرمر" موحد القطرين، - احتياج البردية لمكمل معلوماتي معاها زي حجر پالرمو[4] وغيره للخروج بناء عليهم بمعلومات أكتر دقة.
نتيجة دراسة البردية
بعد ترميم ودراسة بردية تورين للملوك خرج الباحثين الأثريين بأكثر من استنتاج حول ترتيب الملوك في قوايم البردية بحسب ترتيب ووضع قطعها.. لكن استقر الأمر أخيرًا على ترتيب العالمين الأثريين "جاردنر" و"شرني" وهو المعمول بيه حتى الآن.
ومن الواضح من مضمون البردية دي إنها عمل تأريخي مش تشريفي واعتراف بالشرعية، زي أعمال تانية للملك رعمسيس التاني اعتُبرت مصادر تاريخية■
:
.
[1] فترات الاضمحلال في التاريخ المصري القديم (عصر الأسرات) هي الفترات اللي مرت فيها مصر بحكم ملوك ضعاف أثروا على قوة وهيبة الدولة سياسيًا واجتماعيًا فسادت الفوضى عمومًا. ومرت مصر طوال عهد الأسرات بتلات فترات اضمحلال رئيسية، الأول شمل الأسرة من ٧ - ١٠ (حوالي ٢١٨٠ - ٢٠٦٠ق.م)،والتاني بيشمل الأسرات ١٥ - ١٧ (حوالي ١٧١٠ - ١٥٦٠ق.م) وهو عهد حكم ملوك الهكسوس، والتالت هو في نهاية الأسرة ٢٠ (حوالي ١٠٨٥ - ٣٣٢ق. م)
[2] ينقسم عصر الأسرات إلى ٣١ أسرة، مقسمة لـ ٤ حقب زمنية هي العصر العتيق وبيشمل الأسرتين ١ و٢، ثم عصر الدولة القديمة وبتشمل الأسرات من ٣ إلى ٦، ثم عصر الدولة الوسطى وفيه الأسرات من ١١ إلى ١٤، وأخيرًا عصر الدولة الحديثة وفيه الأسرات من ١٨ إلى ٢٠ (الأسرات من ٢١ إلى ٣١ تدخل ضمن فترة الاضمحلال الأخير).
[3] الخط الهيراطيقي هو أسلوب الخط الكهنوتي للكتابة المصرية القديمة، والشكل الثالث من أشكال الكتابة الهيروغليفية، فقد استخدمت رموز الهيروغليفية في النصوص التمجيدية على البنايات والجدران، بينما كان الخط الديموطيقي (الشكل الثاني من الهيروغليفية) هو المناسب للأعمال الإدارية.
[4] حجر پالرمو https://m.facebook.com/story.php...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق