الأربعاء، 25 أبريل 2018

[تجميع] الأدلة العقلية النافية لصعود السيد المسيح الناصري إلى السماء (من الكتاب المقدس)


حول إبطال فكرة الصعود السماوي المادي الحقيقي للسيد يسوع المسيح قدمنا عدد من الأدلة العقلية من الكتاب المُقدس وقد بدأناها بقول حضرة يسوع المسيح نفسه: «وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء» [يو: 3/ 13] وشرحنا أنه إن لم يكن النزول ماديًا فأنّا للصعود أن يكون كذلك؟! 
 ويمكن متابعة شرح ذلك هنا

🔺🔽🔺🔽🔺🔽🔺🔽🔺🔽🔺🔽🔺
ثم قدّمنا استشهاد السيد المسيح بحالة نزول إيليا التي تمثلت في بعث يوحنا المعمدان في الأرض فقال: «وإن أردتم أن تقبلوا، فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي. من له أذنان للسمع فليسمع» [مت: 11/ 14-15] وتوصلنا من ذلك بأن الصعود إنما هو أمر روحاني كما كان النزول معنويًا روحانيًا.
 ويمكن مطالعة تفاصيل أكثر هنا
🔻🔼🔻🔼🔻🔼🔻🔼🔻🔼🔻🔼🔻
ثم عرّجنا على مسألة أن الذَيّن سجّلا لحدث الصعود (مرقس ولوقا) لم يكونا حاضرين الحدث أصلًا فليسا شهود عيان بل لم يسمعا أيضًا عمن كانوا حاضرين وعاينوا بأنفسهم ولكنهما لم يذكرا ولم يكتبا عن مثل هذا الحدث أصلًا مثلما ألّف من لم يشهدا
ويمكن متابعة تفصيل ذلك هنا

🔺🔽🔺🔽🔺🔽🔺🔽🔺🔽🔺🔽🔺
ثم توغلنا أكثر في أمر الشهود الحاضرين وتصورنا مدى مقدرتهم على المعاينة في السماء إلى أين؟ إذ قيل «ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله» [مر: 16/ 19] وواجهنا ذلك مع استحالته عقليًا بقول بولس: «ساكنًا في نور لا يُدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه» [تي1: 6/ 16] فثبت التعارض وتجلى.
 ويمكن متابعة تفصيل ذلك هنا
 
 🔻🔼🔻🔼🔻🔼🔻🔼🔻🔼🔻🔼🔻 
 ثم انتهينا بفحص النبوءة التي انبنى عليها حدث الصعود هذا «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع اعداءك موطئًا لقدميك» [مز110/ 1] فوجدنا أن شطرها الثاني لم يلق تحققًا بناء على افتراض تحقق شطرها الأول، رغم أن تحقق الشطر الأول ما كان ليكون إلا لبلوغ الغاية المُصاغة في الشطر الثاني، فلما لم تحدث النتيجة ثبت بطلان المقدمة.
ويمكن متابعة تفصيل ذلك هنا





 ⃞⃟

السبت، 21 أبريل 2018

الأدلة العقلية النافية لصعود السيد المسيح الناصري إلى السماء 5


انتهينا في موضوعين سابقين بأنه ليس من الذين سجّلوا لحدث الصعود المزعوم وهما اثنين مرقس ولوقا شاهد عيان واحد؛ وإنه حتى من الذين حضروا وقت الحدث ومنهم من له تسجيلًا لحياة المسيح، لم يذكر مثل هذا الزعم.. ولقد كشفنا عقليًا مدعومًا بالنقل أنهُ لا يُقبل مثل نص كتبه مرقس قائلًا: «ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله».
[الدليل الخامس]
لقد ادعينا أن قول مثل هذا «جلس عن يمين الله» هو من قبيل المجاز والاستعارات من باب التصورات الجمالية جهة المعتقدات المُقدسة، وكان لزامًا علينا أن ندعم ادعاءنا هذا بدليل كتابي كما هو منهجنا في هذه المواضيع العقلية المُقدمة لإخوتنا من المسيحيين.
ولقد قرر أحد الذين سجّلوا الحدث دون معاينة مباشرة منه فقال: «لأن داود لم يصعد إلى السماوات. وهو نفسه يقول: "قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع اعداءك موطئًا لقدميك"» [أع:2/ 34-35] وهو تقرير رائج في الكتاب حيث ورد في [مز110/ 1] و[مت22/ 44] و[مر12/ 36] و[لو20/ 42-43] و[عب1/ 13] فهي نبوءة إذن. ومن العقل استلامها هكذا:ـ
إذا كان التجسد حقيقة فلا يمكن أن يكون هذا التجسد ملء السماوات والأرض، ولكن في شخص يسوع المسيح فقط قد كان، أليس كذلك؟! فإذا كان كذلك. فإن القول بشرط الجلوس عن يمين الله هو حدث صعود واقعي حقيقي ومادي، لأصبح جواب الشرط الذي هو "حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك" في خبر كان، إذ سيكون تحققه وهمًا معنويًا وليس بالحقيقة هو..
فإذا كان يسوع صعد صعودًا ماديًا حقيقيًا حقًا فلقد تحقق بصعوده المادي هذا شطر النبوءة الأول الذي هو «اجلس عن يميني» بشكل مادي فقط، ولكن يبقى شطرها الثاني وهو الغاية المتوخاة من النبوءة في حد ذاتها لتبقى بدون تحقق فعلي حقيقي، وإنما تبقى الغاية من النبوءة في إطار الفهم الروحاني فحسب! وهذا ليس فهمًا منطقيًا ولا عقليًا فإما أن تكون النبوءة كلها مادية وإما أن تكون كلها روحانية. ولكن إذا عزمنا على شطرها تعسفًا فالعقل إذن يُحتًّم أن تكون النتيجة ملموسة، لأنها مناط التصديق الفعلي. بمعنى أننا لو لم نرى تحقق خبر أن العدا أصبحوا أذلة تحت قدمي يسوع يطئهم بها فليس لنا أن نصدق كامل الخبر، ولسنا مؤاخذين أيضًا.. لأنه إن كان حدث الصعود قد عاينه جدلًا أحد عشر تلميذًا فقط فهو يبقى غير ملزم ليصدقه آخرين لم يروا، خاصة مع مخالفته صراحةً لآيات من الكتاب. وإنَّ حدث ذلة الأعداء سيكون مرئيًا للجميع فهو الأولى بالتحقق المادي إذن.
فالسؤال الآن هل تحقق شطر النبوة الأهم «حتى أضع اعداءك موطئًا لقدميك»؟؟
الحق أن ذلك لم يتحقق لا بشكل مادي ولا حتى بشكل معنوي، فالحاصل أن المسيح اعتُقل وحوكم ونال تُهمة عن شهود زور فاقتيد ليُجلد ثم اقتيد ليُصلب وبُصق عليه واستُهزئ به وعُرّيَ وألبس لباسًا ساخرًا ثم وضع على صليب وأوذي وتألم وطُعن ثم وضع في قبر هكذا سريعًا وبلا مراسم دفن ثم تُرك.. الحق أن كل هذا يعبر عن عكس ما جاء بالنبوة "حتى أضع اعداءك موطئًا لقدميك" بشكل تام، فكان يسوع في الواقع هو موطئًا لأقدام عدوه وبشكل سافر! (ولكن فلنقل أن كل ذلك كان من ضرورات الفداء) إلا أنه بعد ذلك ─أي بعد تمام الفداء─ لمّا قام، كان متخفيًا أيضًا، فلم يلتق بأعداءه لمواجهتهم ليتسنى لنا حتى إمكانية القول بتحقق تلك النبوءة التائهة ولو بلمحة في الواقع! بل بالكاد التقى بمريديه!! ثم ابتعد قدر الإمكان عن وجود مطارديه، ثم هرب؛ وانتهت القصة

وفي الواقع لم تشم المسيحية نفَسَهَا بشيء من الحُرية إلا في القرن الثالث من ميلاد المسيح حين أقر الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأول مرسومه الشهير بمرسوم ميلان 312م حيث نص هذا المرسوم على التصريح لمعتنقي الديانة المسيحية بأن يمارسوا طقوسهم الدينية علنًا؛ وهذا المرسوم كما هو ثابت تاريخيًا ليس نابع من إيمان ديني مطلق من الإمبراطور قسطنطين، بل كان له أسباب سياسية محضة..
 
فأين تحقق النبوءة؟! في الواقع لا يهتم كافة المسيحيون بكل هذا.. أو لعلهم لا يلاحظونه، المهم أن يكون شطر مقدمة الشرط «اجلس عن يميني» قد تحقق ظنيًا فحسب، وما هو إلا اتباع خرافة الظن وما يغني الظن عن الحق شيئًا، فَهُم غير مدركين بأنه لا معنى لمقدمة الشرط بدون تحقق جوابه الذي هو جواب الشرط، وإلا لأصبح شرطًا سلبيًا ولا يُأبه له في الحقيقة. فإذا كانت غاية الله من كل ما حدث للمسيح من أجل البشرية هو لمجرد أن يجلس بجانبه فحسب، إذا كان هذا ما يقصده الله فليس هذا في الحقيقة بالأمر العظيم ─فالمعلوم بداهةً أن الله عظيم بذاته─ إلا أن ذلك يكون مدعاة للضحك والإلحاد، وإن استمرار التفوّه بهذا الأمر (الإجلاس عن يمين الله) يعطي للمعارضين فرصة للسخرية لأنه لو فُقدت الغاية المتوخاة فما الفائدة من مجرد الجلوس؟!
وبهذا يفقد الادعاء بالصعود المادي المُمثل في القول (جلس عن يمين الله) كل دعائمه الكتابية العقلية والنقلية، إذ لم يُعطي أي إيجابية منه في حد ذاته، كما لم يُحقق الإيجابية المتوقعة من حدوثه والمُمثلة في النص «حتى أضع اعداءك موطئًا لقدميك» ■
:.

الخميس، 19 أبريل 2018

الأدلة العقلية النافية لصعود السيد المسيح الناصري إلى السماء 4


►تابع
قلنا في الحلقة السابقة بعدم وجود شهود عيان من الذين وثقوا لحدث الصعود. فلا هم رأوا بأنفسهم شيئًا ولا يبدو أنهم سمعوا حتى عن شهود حاضرين! لأن الذين يُتوَقع أنهم حضروا وعاينوا لم يوثقوا بدورهم تفاصيل هذا الحدث الهام.. فنضطر بذلك إلى وصف توثيق من وثّق وهو لم يرى إذ لم يحضر ولم يسمع، بأن توثيقه هذا ما هو إلا محض خيال خصب أراد به إبراز حدثٍ ما فبالغ فيه بالمجاز والاستعارة...
والآن وبعد أن أثبتنا انعدام وجود شهود عيان من الذين سجّلوا؛ سنقدم دليلًا جديدًا على عدم وجود شهود عيان على حدث مثل هذا أصلًا.

وهذا هو [الدليل الرابع] لنفي معتقد الصعود عقليًا.

يختصر حضرة مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود هذا الدليل العقلي في جملة واحدة في أحد كتبه فيقول عليه السلام:
▬ في الواقع إننا علينا أن نقبل كل نظرية إذا كانت فقط مدعمة بالأدلة، أما إذا كان يعوز إثباتها دليل فالحق أنه لا يسعنا قبولها ولسنا مؤاخذين. فإذا كان وصف أحد الذين وثّقوا الحدث وادّعى بما لم يرى كان هكذا: «ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله» [مر: 16/ 19] فأي عقل يقبل هذا إذن؟! إذ هل رأى مرقس الكاتب لإنجيله هذا الذي قاله، هل رأى بعينيه هذا حقًا وفعلًا؟؟! 
بالطبع لا فلم يكن حاضرًا. إذن فهل رأى التلاميذ الحضور بدورهم ذلك؟ يعني هل رأوا موضع جلوس الله وبالتالي حددوا يمينه ورأوا عند هذا اليمين موضع جلوس آخر صعد إليه السيد يسوع المسيح فجلس عليه؟!
نجزم بأن ذلك لم يحدث. أي لم يحدث أن رأى أحد من الحاضرين وقتئذ ذلك التفصيل ولا حتى شيء منه. فلو افترضنا جدلًا أنهم كانت لديهم قدرة الرؤية التلسكوبية لمعاينة ذلك الصعود الفلكي ومن ثم الجلوس عن يمين الله.. فأين نذهب من قول يسوع المسيح نفسه في إنجيل يوحنا: «الله لم يره أحد قط» [يو: 1/ 18]؟! فلو قيل بأن ذلك التقرير كان قبل القيامة وتمام الفداء وقد تم فيما بعد إعطاء التلاميذ القدرة على ذلك، فصاروا قادرين.. فأين نذهب مما قرره بولس أيضًا حين أكد قائلًا عن الله دائمًا: «ساكنًا في نور لا يُدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه» [تي1: 6/ 16]؟ 
إذن فليس تأكيدنا الجازم بأن ذلك الذي كتبه القديس مرقس عن يسوع بأنه «جلس عن يمين الله» أنه في الواقع لم يحدث ولم يُعاينه مُعاين ولا يستطيع.. ليس كل هذا من عندنا ولا من بنات أفكارنا ولا هو محض فهمنا.. وإنما هو بقرارات سابقة ولاحقة من الكتاب نفسه الذي يؤمن به المسيحيون كافة. فأين تذهبون؟!
إننا علينا أن نُسلّم بالحقائق قبل فوات الأوان، وإن حقيقة (الجلوس عن يمين الرب) هذه إنما فصّلها السيد يسوع المسيح والكتاب المقدس نفسه في مواضع أُخر بعيدًا عن هذ الفكر الخرافي الذي دحضناه وفندناه عقليًا بآيات وشواهد من الكتاب المقدس نفسه وليس من خارجه. وسنُعَرِّج عليها لاحقًا في أدلة أخرى جديدة ■
:.

الأربعاء، 18 أبريل 2018

الأدلة العقلية النافية لصعود السيد المسيح الناصري إلى السماء 3


يعتمد معظم الأخوة المسيحيون لإثبات أي خبر ورد عن السيد يسوع المسيح في الإنجيل على القول بأنه قد وصلنا مُثبتًا عن شهود عيان. وفي حالتنا هذه فقد قدم كثير من المحاورين نصوص الصعود إلى السماء اعتمادًا منهم على مجرد ورودها في الكتاب المُقدس ودون إعمال العقل فيها.. ولما طولبوا بدعم الحدث عقلانيًا من الكتاب قدّموا شهادة الشهود الذين وصفوهم بالشهود العيان وهم تلاميذ يسوع المسيح.

ومن هنا نشرع في عرض [الدليل الثالث]

في هذا الدليل أود مبدئيًا أن أُعلم أعزائي بأنه ليس هناك نص مكتوب عن شاهد عيان واحد عاين حدث الصعود بنفسه، فالحاضرين وقتها كانوا التلاميذ الأحد عشر حصرًا وهم: بطرس، أندراوس، يعقوب زبدي، يوحنا زبدي، فيلبُّس، برثولماوس، توما، متَّى، يعقوب حلفي، لبَّاوس المُلقب بتداوس وسمعان القانوي [متى: 10/ 2]
أما الذين ذكروا حدث الصعود في كتاباتهم التي اعتُبرت مُعتمدة فيما بعد فهما اثنين، وليسا من التلاميذ الأحد عشر، ولم يعاينوا الحدث أصلًا.. وهما مرقس ولوقا! فهذا إذن يدحض أسس ادعاء وجود شهود عيان مباشرين على الحدث.
كما أننا نجد تدوين مرقس لإنجيله يرجع إلى سنة 65-70م أي بعد حوالي 40 سنة من رحيل المسيح، أما إنجيل لوقا ورسالته التي سماها "أعمال الرسل" فيرجع تاريخ تدوينهما إلى سنة 80م أي بعد حوالي نصف قرن من رحيل المسيح. وهنا أيضًا تنهار أسس التواتر المُثبت الأول والأهم للمصداقية من عدمها.
وعلى الرغم من أن القديسَيّن متى ويوحنا وهما أصحاب أناجيل معتمدة وهما من التلاميذ الشهود على الحدث أيضًا إلا أنهما لم يروياه أصلًا لكي يتسنى لنا القول أن كل من مرقس ولوقا نقلاه عنهما.
فلا يسع عاقل بعد ذلك إلا استلام رواية كل من مرقس ولوقا ─الذَيّن لم يكونا شهود عيان أصلًا ولا من التلاميذ ولا من الناقلين منهم─ لنفهمها إلا بأسلوب أدبي مجازي ويعطي ذلك الأولوية الحتمية إذا كان لا يريد أن يرفضها ■
:.