الأحد، 28 يناير 2018

تضافر النبوءات لتحقق العلامات


طبقًا للآثار الإسلامية نستطيع أن نقول بكل ثقة بأن كل سليم القوى العقلية الذي تَقوَّل على الله وادعى أنه الإمام المهدي عبر التاريخ الإسلامي ولم يتراجع عن دعواه وتمادى في غيه كان من الكذابين المفترين، وقد قُضيَ عليه سريعًا. كما وصلنا أيضا أن بعضًا من المسيحيين سليمي القوى العقلية قد ادعوا أيضًا أنهم المسيح ابن مريم الذي ينزل في آخر الزمان ليدين الأمم.. فهم كذلك كذابون، وقد انقضوا وانقضى فكرهم وباد وبادوا.. وبالتالي فقد اتضح أن كل من قال أنه المهدي فحسب فهو كاذب، وكل من قال أنه المسيح فحسب هو كاذب كذلك؛ فقط الوحيد الصادق من بين كل هؤلاء هو الذي ادعى أنه المسيح والمهدي معًا. 

ترابط الآثار
شخصيًا، فدائمًا ما أبدأ بحديث ابن ماجة في هذا الشأن، لتبيين الأمر بشكل واضح وجليّ لعموم الناس حيث ذكر قول رسول الله ﷺ: «لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً وَلَا الدُّنْيَا إِلَّا إِدْبَارًا وَلَا النَّاسُ إِلَّا شُحًّا وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ وَلَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ» [سنن ابن ماجه, كتاب الفتن 4039] فيُسرع ليَ قوم المخالفين بعد تقصي سطحي قائلين بضعف هذا الحديث، لكنهم وفي الواقع لا يعلمون من أي وجهٍ هو ضعيف، يقولون (علمنا أنه ضعيف والسلام) هكذا يقولون.. ولا يعلمون كونهم من العامة أن هناك ضعف متن وضعف سند وهما يختلفان وهناك ضعف يُجبر، وضعيف يؤخذ به.. إلخ ولكنهم ولأنهم سطحيون لا يعلمون كثير من ذلك العلم ظانين أن الحديث ضعيف جُزافًا بسبب تلك المقولة فيه حصرًا «ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم» رغم أنه فيه كلام آخر يرضون به ويصدقونه إذ يعاينونه، إلا هذه لا يرضون بها خاصة، بسبب ما رسخ في أدمغتهم من كلام الخاصة والعامة على السواء من كل اتجاه، إذ قيل أن المهدي شخص منفصل عن شخص مسيح آخر الزمان.. بل سيصلي المسيح النبي مأمومًا وراء هذا الشخص (المهدي).
فلا يسعني بعد ذلك الرفض والتضعيف الجزافي من العامة، إلا إسكاتهم بما لا يقوون على النبس تجاهه ببنت شفة؛ الإمام مسلم، صاحب الصحيح، فيذكر حضرته رحمه الله: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّكُمْ مِنْكُمْ» [صحيح مسلم, كتاب الإيمان 246] بمعنى أن الإمامة ستكون لعيسى ابن مريم، وهذا ما يتضح من كلمة «فأمكم» يعني قام بإمامتكم. فلم يقل (وأمكم) ليفسرها البعض على هواه بأنها تميز بينهُ عليه السلام
وبين الإمام الذي سيؤم (أي المهدي). وقد ذكر الإمام مسلم في صحيحه أيضًا عقب نفس هذا الحديث فقال: «.. وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ تَدْرِي مَا أَمَّكُمْ مِنْكُمْ؟ قُلْتُ تُخْبِرُنِي. قَالَ فَأَمَّكُمْ بِكِتَابِ رَبِّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وهذه إضافة تثبت أن الإمام الذي سيؤم المسلمين هو المسيح وأنه سيؤمهم بشرع محمد ﷺ.
فهذا إذن حديث ذكره الإمام مسلم «نزل فيكم ابن مريم فأمكم منكم» يثبت حديث ذكره ابن ماجة «ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم» أي ليس الإمام (المهدي الذي تبحثون عنه) «إلا» عيسى ابن مريم بكل وضوح لو كنتم تعقلون، فمن أراد تضعيف حديث ذكره ابن ماجة فليُضعف بالتبعية حديث ذكره الإمام مسلم وليستريح.

محاولة إظهار تناقض
وقد ورد عن حضرة المسيح الموعود قوله في رسالة حمامة البشرى: «والعجب الآخر أنهم ينتظرون المهدي مع أنهم يقرأون في صحيح ابن ماجة والمُستدرك حديث: "لا مهدي إلا عيسى"، ويعلمون أن الصحيحين قد تركا ذِكره لضعف أحاديث سُمعت في أمره، ويعلمون أن أحاديث ظهور المهدي كلها ضعيفة ومجروحة، بل بعضها موضوعة، ما ثبت منها شيء، ثم يُصرون على مجيئه كأنهم ليسوا بعالمين» [مرزا غلام أحمد، حمامة البشرى ص85، 86] ومن هنا يحاول البعض بخبث الطوية إثبات ضعف حديث الإمام ابن ماجة بكلام حضرة المسيح الموعود، لكنهم وللأسف لم يفحصوا القول جيدًا. إذ يُلاحظ مبدئيًا هنا أن حضرة المسيح الموعود قال: «والعجب أنهم ينتظرون المهدي» والمقصود أنك يجب عليك أن لا تنتظر المهدي مستقلًا! لماذا؟! لثلاثة أسباب هي: أولًا أن المنتظر قدومه هو المسيح وصفته مهديًا، إذ ورد عن النبي ﷺ أنه قال: «يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا وَحَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا» [مسند أحمد, كتاب باقي مسند المكثرين 9242 صحيح]، ثانيًا أن أحاديث المهدي مستقلًا قد تركها كبار الصحاح، ثالثًا أن المحدثين الكبار وثَّقوا فقط عن مجيء المسيح.
ثم نجد أن حضرة المسيح الموعود يقول أيضًا: «مع أنهم يقرأون في "صحيح" ابن ماجة والمستدرك حديث: "لا مهدي إلا عيسى"» فحضرته لم يُضعف حديث ابن ماجة كما يتوهم المخالفين بناء على هذا النص، بل قد ذكر حضرته أنه موجود في الصحيح لابن ماجة وأضاف كداعم له ذكر آخر في المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري [المستدرك على الصحيحين، كتاب الفتن والملاحم 8363].

بيان باتفاق أئمة الحديث
نأتي الآن على المهم، إذ يذكر حضرته الحديث "لا مهدي إلا عيسى" ويقول: «أن الصحيحين قد تركا ذكره لضعف أحاديث سمعت في أمره» لاحظ قوله "لضعف أحاديث ذكرت في أمره" ويُعقب بالقول: «ويعلمون أن أحاديث المهدي كلها ضعيفة» فحضرته في الواقع لا يُضَعِّف حديث ابن ماجة والمستدرك بل يُثبته، لكن من تركه البخاري ومسلم، كما تركا أحاديث المهدي عمومًا، لذا فلم يذكرا هذا الحديث، لكنهم اهتموا بكل أحاديث قدوم المسيح باعتباره إمامًا مهديًا ضمنًا وبداهة، إذن فمن ظل ينتظر المهدي طوال حياته فيجب أن يعلم بناء على تضافر تلك الأنباء أن لا مهدي إلا المسيح.
فكأن ابن ماجة يقول لك في أذنك بهذا الحديث ومن بعده يقول بذات قوله حضرة المسيح الموعود؛ أنت أيها المعترض: إنه «لا مهدي إلا عيسى». فيا أيها الانسان الذي تنتظر ظهور المهدي بفارغ الصبر، اعلم جيدًا أنه لا مهدي إلا عيسى، وليس هناك مهديٌ منفصل مستقل كما تتوهم يا واهم. والدليل أن كبار المحدثين، البخاري ومسلم قد تركا أحاديث المهدي ووثقوا فقط أحاديث المسيح. ولقد أكدت بدوري أنا ابن ماجة عن رسول الله أيضًا أن لا مهدي كما قررا هما عن رسول الله كذلك. وأشرت بأنه لن يكون إلا المسيح، فإذا وجدت المسيح فاعلم أنه هو هو المهدي الذي تنتظر.

مسألة تابعة
ولكن ماذا عن حديث ذكره أيضًا الإمام مسلم بل والبخاري العظيم، يتكلم فيه عن شخصين بوضوح إذ ذكرا: {قَالَ رَسُولُ ﷺ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ [البخاري3448، مسلم244. وأحمد بلفظ "كيف بكم" 8412] نقول بما هدانا الله ذات قول علماء المسلمين ولا نزيد عنه ولا ننقص، فقط لنثبت أن ادعاء أن في الحديث شخصين متمايزين إنما هو قول العامة السطحيين لا العلماء والمحققين. فقد ورد في حاشية العلامة المُحدث أحمد علي السهارنفوري [1225- 1297هـ (1810- 1879م)] رحمه الله تعليقًا على صحيح البخاري قوله نصًا: "وإمامكم منكم: يحكم بينكم بالقرآن لا بالإنجيل، أو أنه يُصلي معكم بالجماعة والإمام من هذه الأمة، أو وضع المظهر موضع المُضمر تعظيمًا له، يعني هو منكم، والغرض أنه خليفتكم وهو على دينكم. قال الطيبي: أي يؤمكم عيسى عليه السلام حال كونه في دينكم" [صحيح البخاري ص1589، ط البشرى ـ باكستان. كما يشير العلامة السهارنفوري بورود ذلك في (الكواكب الدراري والخير الجاري)] والقول واضح ولا يحتاج شرح إضافي. ولكن إذا أردنا تسليط ضوء على هذا التعليق، لوجدناه يقول ويصف المسيح أنه سيكون "خليفتكم" أي خليفة المسلمين يعني الإمام؛ وليس مجرد إمامًا في الصلاة. ثم يقول: "وهو على دينكم" يعني من أمة محمد ﷺ، لا من أمة بني إسرائيل.
الخلاصة: فإن الحديث الوارد في سنن ابن ماجة «ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم» = حديث ذكره الإمام مسلم «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم فأمكم منكم» = حديث ذكره كل من البخاري ومسلم وأحمد «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم» إذن فجميعهم يقولون ويدعمون عقيدة أن المهدي والمسيح هو شخص واحد لا شخصين كما توهم العامة من المسلمين منذ فترة.

توافق العلامات وترابط النبوءات
ولذلك فكل من ادعى وخالف هذا الشرط أي حمْل الصفتين والمهمتين "العيسوية والمهدوية معًا" فهو كاذبٌ حتمًا، إذ خالف النبوءات. والوحيد الذي قال أنه هو المسيح الموعود والمهدي المعهود كصفتين فيه معًا فهو الأصدق من بينهم. أولًا لأنه وافق شرط النبوءات في هذه الصفة، وثانيًا أن كل ما تعلق مع ظهوره من آيات حدث معه "كالكسوف المزدوج" وإن تم في أزمان مُدعيّ مهدوية كَذَبة مرات عديدة، إلا أنه حصل بحسب النبوءة فقط مع من ادعى أنه المسيح والمهدي معًا، فصارت العلامة السماوية متصلة بالصفة الربانية بوصال وثيق، وصار ذلك دليل إلهي لصدق المُدعي بأنْ استلّه الله من بين مدعين كذابين حسبوا الحسابات فعرفوا مواعيد الكسوفات فانطلقوا في ادعائهم ضالين، مفتونين بحديث الدارقطني «إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السماوات والأرض، ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان، وتنكسف الشمس في النصف منه، ولم تكونا منذ خلق السماوات والأرض» [سنن الدارقطني، كتاب العيدين، باب صفة صلاة الخسوف والكسوف وهيئتهما] ولم يلتفتوا انتباهًا بعلاقة هذا الحديث مُحدِد العلامة "الكسوف"، بأحاديث مُحدِدات الصفة "مسيحًا مهديًا" فكانوا من الفاشلين أو أفشلهم رب العالمين وأثبت صدق مبعوثه بعدما استله كالشعرة من وسط العجين.


علامة الكسوف
لكن ربما يقول قائل، إذا كنا نحن أقررنا بأن مدعيّ المهدوية الكاذبين قد حسبوا الحسابات فعرفوا مواعيد الكسوفات فانطلقوا بادعائهم ضالين.. فكيف نستطيع أن نقرر بأن المدعِ أنه المهدي والمسيح معًا لم يحسب هو أيضًا الحسابات ليستطلع العلامات؟! ونقول ما قلناه سلفًا، وإن كان معكوسًا هذه المرة، فمبدئيًا إذا كان مدع الصفتين قد فتنه حديث ذكره الدارقطني وخص فيه ذكر المهدي، فما الداع لديه ليذكر أنه المسيح أيضًا بعد ذلك إلا إذا كان مأمورًا، والجدير أن حضرة مرزا غلام أحمد أعلن أنه هو المسيح الموعود ─طبقًا للصحاح─ قبل انبلاج الكسوف بفترة كبيرة.
ثم أنه فوق ذلك أنبأ وأكد على قدوم القدرة الثانية، أي الخلافة، بعد ذهاب القدرة الأولى، أي حضرته، فهل ممن ادعوا المهدوية منفردة ووافقت ادعاءاتهم كسوفات رمضانية مزدوجة تبعتهم خلافة؟؟ ربما قد يكون قد أوصى البعض منهم الذين كانوا ينتظرون الموت كالبشر ─إذ أن عقيدة عموم المسلمين هي أن المهدي لا يموت إلا قبيل القيامة مباشرة─ أوصى بلزوم استمرار دعوته من خلفه، غير أن ذلك لم يحدث، والحاصل أنهم حين قضوا منهم فقد قُضِيَّ أمرهم وانتهى خبرهم عند ذلك الحد. وهنا يأتي دور الحديث «ما من نبوة إلا وتبعتها خلافة» في تبيان المُدع الصادق من الكاذب. فعندما يقول حضرة المسيح الموعود: «لم يحدث الكسوف والخسوف في رمضان زمن أي مدعي المهدوية» [التحفة الغولروية ص85] فيجب أن نفطن بأن قائل العبارة هنا هو المسيح الموعود نفسه، وهو يتكلم عن حديث مؤيد لصفة المهدي الذي هو المسيح الذي تكلم عنه ابن ماجة وغيره بأنه لن يكون إلا المسيح الموعود. فالسؤال الآن لكل مخالف، أي من مدعي المهدوية حدثت معهم خسوفات وكسوفات رمضانية مزدوجة كان مسيحًا أيضًا؟؟ خاصة وأن حضرته عليه السلام لم يتكلم عن علامات المهدي منفصلة أبدًا إلا أن يكون هو المسيح أيضًا، ولعل هذا هو عين مقصود حديث الدارقطني السالف «ولم تكونا منذ خلق السماوات والأرض».
بهذا فإن علاقة حدثي الخسوف والكسوف المزدوج في رمضان بهذا الحديث، هو أن كل من حدثت معه الظاهرة كانوا معها كعقربي الساعة مفتقدين لثالث كي يكتمل نِصاب مصداقيتهم، فعقارب الساعة ثلاثة (ساعات، دقائق، ثوان) فلا يمكن أن تجتمع العقارب الثلاثة على الثانية عشر ولا يكون الوقت الظهيرة للمبصرين أو منتصف الليل للمنتظرين. وهذا ما حدث مع حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام باجتماع كافة الأنباء فيه حصرًا. لكن لا معنى للقول أن هذه الحوادث والعلامات تحققت بحذافيرها وقد جاء الوقت باجتماع عقربين فحسب بينما الثالث ليس معهما!

وأخيرًا
نرى أن نبين ما يمكن أن يكون عثرة لباحث مخلص فيما ورد عن النبي ﷺ أن الشمس والقمر آيتان مخوفتان من آيات الله يُحذر بهما عباده وإنهما لا ينكسفان لموت أحدٍ من الناس ولا لحياته فإذا رأيتم منها شيئًا فصلوا وادعوا الله حتى ينكشف ما بكم. ونحن الجماعة الإسلامية الأحمدية ─جماعة المسيح الموعود─ لا نقول أبدًا بخلاف هذا الحديث، كما يروج المعارضين بخُبثٍ عنا، بل نقر بقول رسول الله ﷺ. فالخسوف والكسوف اللذان حصلا  في رمضان كآيتين للمسيح الموعود والإمام المهدي لم تكونا كآيات لظهوره عليه السلام وإنما كانتا آية مخوفة ومنذرة في حق المسيح الموعود على من خالفوه جراء موجات التكذيب والمعارضة العدوانية التي حصلت مقابل دعوة حضرته السماوية الإصلاحية. فلما قيل: «إنَّ لمهدينا آيتين..» أشار إلى علامة أنه سيُقابل بالتكذيب، فيحيق بالمكذبين جراء تكذيبهم عذاب.. فهي إذن ليست علامة لظهوره عليه السلام وإنما كانت آية إنذارٍ لمن كذبوه وكفّروه فلمّا طالبوه بها كديدن المكذبين يصرون على آيات الوعيد وقع عليهم القول ولعلهم يرجعون ■

الجمعة، 12 يناير 2018

كيف أمات كبار العلماء المعاصرين عيسى ابن مريم بحديثهم عن الخضر؟!

أقدم اليوم عرضًا بانوراميًا سريعًا حول أقوال علماء هذا العصر الذي نعيشه عن حياة «العبد الصالح» أو الذي نسميه نحن المسلمين بـ (الخضر) ومدى اتفاقهم وإجماعهم على وفاته أي موته، فقط لكونه بشرًا لا يجب أن يتخطى العمر الطبيعي الذي لعموم البشر. وبالإضافة لأسباب شرعية أخرى توجب عليه الموت حتف أنفه ليثبت صدق الإسلام.
ولكن لا ندري بخصوص من قضى من أولئك العلماء ماذا كان رأيهم عن عقيدة موت المسيح الناصري أيضًا؟ أما الأحياء منهم فيرفضونها تمامًا بل ويُكفّرون من يقول بها! وهنا تظهر منهم ازدواجية غريبة وتناقض؛ فإما أنهم لا يعدون المسيح الناصري بشرًا، أو أنهم يحقرون من أمر الخضر أو أنهم يحفظون ولا يفهمون..
تعالوا لنرى:


الشيخ أبو إسحق الحويني
«لا يجمُل بمثل الخضر الذي آتاه الله علمًا وعلمه موسى عليه السلام أن ينزوي في الخلوات ولا يأتي حتى يُعلم الناس. إن قانون العلم يأبى على صاحبه أن يسكت، بل لا بد أن يخرج فيُعلم»
هذا مما قاله حضرة الشيخ أبو إسحق الحويني في الرد على من قالوا أن الخضر لا يزال حيًا.
إنما نجد من العادي عندهم بل فرضًا أن يجمُل بعيسى ابن مريم وهو نبي أن يبقى حيًا في السماوات ولا ينزل حتى يتّبع النبي محمد ويُقدم له فرائض الاتباع والطاعة.. يبدو أن قانون العلم قد تبخر في حالته!
:
«الخضر، كغيره من البشر مات في وقته»
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
هذا مما قاله فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في الرد على من قالوا أن الخضر لا يزال حيًا.
إنما لما نأتي على سيرة المسيح عيسى ابن مريم، فلعله يُصرّح كمسلم بأنه ليس كغيره من البشر، فلا يموت في وقته، وهو كالآلهة أقرب. نستغفر الله.
:

في أثناء نقاشٍ ما، اعترض أحد الأفاضل على كلام نقلته عن حضرة الشيخ أبو إسحق الحويني بخصوص وفاة الخضر في وقته كغيره من البشر، وربطه بحتمية موت المسيح الناصري عليه السلام في وقته كغيره من البشر كذلك. وكانت حيثيات اعتراضه كالتالي:
1/ يُفترض عليَّ بصفة عامة حين أنقل عن أحد أن آتي برابط موقع مُحترم أو فيديو.
← ورد هذا الاعتراض هو أنني ذكرت الكلام السابق لحضرة الشيخ الحويني داخل قوسي تنصيص «...» ما يعني أنني نقلته حرفيًا ونصًا. وعليه هو بعد ذلك أن يستوثق من تحقيق كلام الشيخ تصديقًا أو تكذيبًا وأدعوه ليفضحني بأني مُدلس لو وجد أن ما نقلته ينقص حرفًا أو يزيد أو مُقتطع من سياقه بحيث يتحول معناه لعكسه.
2/ وكان اعتراضه الثاني؛ إذا كان هذا رأي الحويني، فهل من وجهة نظري يكون هو كالقرآن ومُلزم وقاعدة أقيس عليها مذهبي؟ [يقصد بمذهبي أي #الجماعة_الإسلامية_الأحمدية جماعة المسيح الموعود عليه السلام].
← ولرد ذلك الاعتراض أقدمت على كتابة هذا الكلام: فأما عن شخص الحويني فلا يعنيني كثيرًا، وما نقلي عنه إلا من باب إقامة الحجة على المشايخ وأتباعهم بما تنطق به أفواههم، وما قوله بملزم ولا قاعدة يقاس عليها شيء ناهيك عن مذهبي، أما إذا نطق هو بقرآن بل وقاعدة مُحكمة من القرآن فلا بد أن نقف هنا ونتأمل فيما قال.
الحويني
يقول حضرة الشيخ أبو إسحق الحويني في نفس مقامه الذي قال فيه قوله الذي استفز المُعترض: «إن أهل التحقيق من العلماء يقولون أنه مات (أي الخضر) كما قال تعالى: {وما جعلنا لبشرٍ من قبلك الخُلد، أفإن متَّ فهم الخالدون}» وهنا تأتي القاعدة التي ينبني عليها ما أسماه المُعترض مذهبي الذي من ضمن أساسياته موت النبي عيسى ابن مريم المسيح الناصري كغيره من البشر في وقته. وهي ─أي الآية─ قاعدة قرآنية مُلزمة لكل من آمن بالله وبرسوله وما أنزل الله على رسوله.
3/ الاعتراض الثالث؛ ويقضي عليه ما قاله فضيلة الشيخ الحويني فيما قال: «إن أهل التحقيق من العلماء يقولون أنه مات (أي الخضر) كما قال تعالى: {وما جعلنا لبشرٍ من قبلك الخُلد، أفإن متَّ فهم الخالدون}» إذ يقول المُعترض: هل ما حدث مع نبى أو أحد الصالحين قاعدة ونموذج للكل أم لكل موقف ونبي وصالح رسالته وظروفه وأتباعه وأنصاره وأعداؤه ومهمته المختلفه عن غيره؟ فما وجه الاستدلال بكلمة الحوينى؟
فها هو الله جل شأنه ─إن كنت تخضع لقوله وقرآنه─ قد قدّم الاستدلال القطعي بهذه الآية، وقد استدل بها الحويني واستدل بها العلماء الثقات المُحققين من السلف والخلف واستدل به حضرة المسيح الموعود ومن بعده استدلت به جماعته لإفاقة المسلمين من غفوتهم الطويلة حول الاعتقاد بخرافة حياة المسيح الناصري منذ ما يزيد على 2000 سنة.
فهذا الاستدلال القرآني القطعي هو مُلزم، لأنه مُحكم، وهو قاعدة ونموذج يقع وقوعًا على كل بشر ليس على الخضر وحده ولا على المسيح وحده بل على كل بشر في هذا الكون. فهل تصدق؟ أشك في ذلك.
:
الشيخ مقبل بن هادي الودعي
«إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في يوم بدرٍ: "اللهم أن تُهلك هذه العصابة لا تُعبد بعد اليوم" ولو كان الخضر حيًا لكان وجب عليه أن يأتي ويجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم»
هذا مما قاله فضيلة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله في الرد على من قالوا أن الخضر لا يزال حيًا.
وإن المرء ليعجب من هؤلاء المشايخ الذين أجمعوا على موت الخضر مكتفين فقط على سبب أنه بشر وراحوا يسوقون الأدلة والبراهين القرآنية والحديثية التعزيزية فوق كونه بشر، والنموذجية أي التي يُعنَي بها كل البشر.
غير أنهم حين يأتون على سيرة عيسى ابن مريم فإنم ينكصون على أعقابهم، أي يرجَعون عمَّا كانوا عليه من خَير؛ خوفًا وجُبنًا وكأنه عليه السلام ليس بشرًا. فلو قلنا لهم ولأتباعهم بأن النبي عيسى ابن مريم يقع عليه ما وقع على الخضر ─أي الموت─ كونه بشر ولأنه لم يظهر وقت بدر لاستشاطوا غضبًا ولكفَّروا المؤمنين، على الرغم مما أتوا به هم من البراهين. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
:
الشيخ محمد أمان بن علي الجامي
«أما قوله حيًا، لأ ليس بحي، الدليل: كل من أدرك رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد مبعثه يجب عليه أن يؤمن به ويتّبعه»
هذا مما قاله فضيلة الشيخ محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله في الرد على من قالوا أن الخضر لا يزال حيًا.
السؤال الآن للقائلين بحياة النبي عيسى ابن مريم الخرافية [فوق ما يزيد على 2000 سنة من قبل رسول الله بستمائة سنة وحتى الآن]، هل هذا الإقرار غير المُستثني لأحد يشمل المسيح الناصري عيسى ابن مريم؟
وبالطبع نقول أن كلام حضرة فضيلة الشيخ الجامي ليس قرآنا ولا مُلزمًا لأحد، ولكننا نراه فحسب مُترجمًا للحديث القائل «لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي».
:
الشيخ صالح بن سعد السحيمي
وُجّه سؤال لحضرة الشيخ صالح بن سعد السحيمي: «ما هو الدليل على وفاة الخضر؟» فأومأ أن أعد السؤال قائلًا "هه" فأعاد السائل «ما هو الدليل على وفاة الخضر؟» فرد مباشرة فضيلة الشيخ بهجمة مرتدة واثقة قائلًا: «ما هو الدليل على حياته؟ (يضحك ويقول) السؤال معكوس..» ثم سرد الحديث الشريف عن رسول الله "ما من نفسِ منفوسة اليوم تأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ"[صحيح مسلم]
السؤال الآن لفضيلة الشيخ، أليس النبي عيسى ابن مريم عليه السلام المسيح الناصري، هو أيَضًا نفس منفوسة؟! أم أنه عليه السلام خارج عن دائرة السنن الإلهية في البشر وعن كافة القواعد القرآنية والحديثية الجازمة بموته مثل هذا الحديث الشريف الصحيح الذي أورده فضيلته عن صحيح مسلم؟
:
«أما قوله حي فلا؛ ليس بحي. لأنه لو كان حيًا لوجب عليه أن يؤمن بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن يجاهد معه. ولم يكن شيئًا من ذلك»
هذا مما قاله فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في الرد على من قالوا أن الخضر لا يزال حيًا.
والسؤال المُحير هو: أفليس هذا الكلام يعني فيما يعني الحديث القائل: «لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي»؟ ولكن كما نرى المشايخ ومن وراءهم أتباعهم يقولون الكلام الذي يُصادق على الحديث لكنهم في نفس الوقت ولو كررت على مسامعهم الحديث فإنهم ينكرونه إنكارًا لتصريحه بوفاة عيسى ابن مريم..
العثيمين

← الطريف أنهم يُصدقون فقط الحديث القائل: «لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي» وبذلك يثبتون ─في ظنهم─ حياة عيسى، وعليه فيلصقون به تهمة التقصير والخيانة لتخلفه عن الجهاد مع خاتم النبيين محمد .
:
قال حضرة الشيخ أبو إسحق الحويني: «هل يُعقل أن يُبعث النبي فيظل الخضر في الخلوات والفلوات مع الوحوش ولا يأتي النبي مُسلمًا؟ هذه مسألة ممكن تبقى معقولة يعني؟»
ولو أننا سألنا فضيلته على معقولية ذلك بخصوص النبي الكريم عيسى ابن مريم فإني أظنه سيقولن "آه ونص" أو لعل حضرته لا يؤمن بهذه العقيدة الخرافية بخصوص حياة عيسى ابن مريم القديمة.
إذ كيف يكون النبي عيسى ابن مريم حيًا ومع ذلك لا يأتي النبي مسلمًا؟؟! كيف يُعقل هذا؟!
:
«وليس هناك إلياس حي ولا خضر حي إنما هذا من الخرافات. ولو كان إلياس أو الخضر حيًا لما وسعهم إلا أن يكونوا من أمة محمد واتباع الرسول وأن بعثته عامة للثقلين الجن والإنس، "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرًا ونذيرًا" وما ذُكر أن إلياس أو الخضر جاءا إلى النبي فدل على أنهما غير موجودين»
الشيخ صالح الفوزان بن عبدالله الفوزان

هذا مما قاله حضرة الشيخ صالح الفوزان بن عبدالله الفوزان في الرد على من قالوا أن الخضر وإلياس لا يزالا على قيد الحياة.
العجيب في قول هؤلاء المشايخ وأتباعهم من ورائهم، أنهم لا يرون غضاضة في بعثة النبي محمد في وسط حياة النبي عيسى ابن مريم التي يزعمونها، إذ كان حيًا عليه السلام قبله وظل كذلك في أثناء وطول مدة بعثه ولم يأته مسلمًاوبقيَّ عليه السلام حتى بعد وفاة النبي . وكأن نبوة محمد تم تصغيرها واحتواءها في نبوة عيسى عليه السلام‼
:
«هل يُعقل أن يُفضّل الخلوات والجلوس مع الوحوش على الجهاد بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام أو حضور الجماعة أو حضور حجة الوداع، "يفْضل مستخبي كده وداخل ف الجحر كده" لا يأتي النبي عليه الصلاة والسلام ولا يفعل أي شيء من شعائر الإسلام؟»
هذا مما قاله حضرة الشيخ أبو إسحق الحويني في الرد على من قالوا أن الخضر لا يزال حيًا.
الحويني
فإذا كان هذا حال الخضر غير المعقول في وجود نبي الإسلام يا فضيلة الشيخ، فهل يُعقل ذلك أو يُقبل على عيسى ابن مريم بلا غضاضة؟!.
تقولون أن عيسى ابن مريم في السماء‼ فنردكم قائلين: وهل السماء تقلل من مهمة النبي العظم محمد ووجوب دعوته التكليفية على عموم البشر الأحياء وإحاطتها بالثقلين؟ أم أن السماء تجعل لأحدٍ ما شرفًا يعلو عليه فلا يعيره هذا الشخص انتباها أو اهتمامًا يُذكر، فيُصبح في ظل وجود النبي الكريم من المتعالين أو من المُقصرين والمتخلفين المتخاذلين.
يا عباد الله فكروا..
:
«أتعرض لهذه المسألة بمناسبة قول الله: {ولقد أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتابِ وحكمة، ثم جاءكم رسول مصدقٌ لما معكم لَتُؤمنن به ولتنصرنه} فهل الخضر حي أم ميت؟ الجواب؛ الخضر نبي، عبدٌ صالح، نبيٌ؛ عاصر موسى صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أمر موسى أن يذهب إلى الخضر كما ذكر الله تعالى لنا ذلك في سورة الكهف. والآيات التي أنزلها الله تبارك وتعالى في شأن الخضر تدل على أنه نبي؛ لأن الخضر عليه السلام لمّا جرى ما جرى له مع موسى صلى الله عليه وسلم قال لموسى أنا على علمِ علمنيه الله، وأنت على علم علمك الله إياه. إذن الخضر نبي. فإذا كان نبيًا وقد بُعث هذا النبي (يقصد محمد ) والله تعالى أخذ العهد والميثاق على الأنبياء أنهم متى ما بُعث النبي محمد عليهم أن يؤمنوا به ويتبعوه. إذن على الخضر عندما يسمع أن النبي محمدًا قد بُعث، أن يأتي إلى رسول الله إما في مكة أو في المدينة ويعيش مع رسول الله، ويؤمن برسول الله، ويتبع رسول الله، ويغزو مع رسول الله، في بدر وأحد والخندق وحنين والطائف وتبوك وغيرها من الغزوات. هذا ما يقتضيه أمر الله تعالى وعهد الله تعالى الذي أخذه على الأنبياء والرسل. أليس كذلك؟ بلى. {ولقد أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتابِ وحكمة، ثم جاءكم رسول مصدقٌ لما معكم لَتُؤمنن به ولتنصرنه} إذن يجب على الخضر أن ينصر النبي محمد».
الشيخ عمر بن محمد فلاتة

هذا من كلام فضيلة الشيخ عُمر بن محمد فلاتة رحمه الله في الرد على من قالوا أن الخضر لا يزال حيًا.
ولا ندري ماذا كان سيكون موقف وجواب فضيلته إذ بدلنا مكان اسم الخضر في هذا الكلام لحضرته باسم عيسى ابن مريم كونه نبيٌ أيضًا ويقع عليه ما يقع على جميع الانبياء أي «ميثاق النبيين» أفسيكون ميتًا على أساس هذا الميثاق الإلهي بما أنه عليه السلام لم يحضر بين يدي النبي الأمي ويُثبت نقسه مُتبعًا ومؤمنًا وناصرًا.. أم أن فضيلته سيستثنيه من هذا الميثاق أيضًا الذي لم يستثن أحدًا من الأنبياء؟!
:
«لو كان الخضر حيًا لأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه جاءه فآمن به واتبعه. يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "لو كان أخي موسى حيًا لما وسعه إلا اتباعي" الله أخذ العهد والميثاق على جميع الأنبياء وأتباعهم أن يؤمنوا بهذا النبي الكريم ويتّبعوه؛ ولما لم نعلم أن الخضر جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وآمن به علمنا تمامًا أنه مات قبل ذلك. والله أعلم».
هذا مما قاله فضيلة الشيخ محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله في الرد على من قالوا أن الخضر لا يزال حيًا.
الجامي
ولا ندري إن كان فضيلته كان من الممكن أن يقبل هذا القول بحذافيره بخصوص نبي بني إسرائيل عيسى ابن مريم عليه السلام، إذ لم نعلم أنه أتى النبي وقدَّم له فروض الطاعة العملية.
فلما لم نعلم أن عيسى ابن مريم عليه السلام جاء إلى النبي وآمن به ─ذلك الإيمان الذي يقر في القلب ويُصدقه العمل─ علمنا تمامًا أنه مات قبل ذلك. والله أعلم.
وكان ذكر فضيلة الشيخ الجامي للحديث "لو كان أخي موسى حيًا لما وسعه إلا اتباعي" في هذا المقام لدليلًا على موت عيسى ابن مريم كذلك. فكما أن عدم حياة موسى كانت عائقةً له كي يأتي ويتبع محمد ، كان عدم مجيء عيسى ابن مريم ليتبع محمد إشارة واضحة على موته عليه السلام.
ففكروا..
■■■

إن الإشكالية الكبرى هي أن المسلمين الأحمديين أتباع المسيح الموعود عليه السلام حين يجهرون بذات هذه الأدلة القرآنية والشرعية والمنطقية والعقلية و.. إلخ لإثبات موت بشر أيضًا يتم اتهامهم من نفس هؤلاء المشايخ ─الحي منهم─ بالكفر والفسوق والمروق والضلال.. ناهيك عن أتباعهم طبعًا فهم خطر موذن له بالقتل ولا حول ولا قوة إلا بالله. 
:.