الأحد، 11 سبتمبر 2022

فادي أم مدافع؟! الفرق اللاهوتي بين الفداء والدفاع

في نقاش مثمر ومفيد دار على هامش موضوع "الإيمان باللعنة"[1]، اكتشفت خلاله أمر لاهوتي مهم، حول عقيدة الفداء في المسيحية، ألا وهو ماهية اللعنة الواقعة على يسوع في رسالة بولس الرسول إلى كنائس غلاطية حيث قال: «اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»[2] إذ وجدت عدم استقرار لمفهوم اللعنة عند الكافة المسيحية وحول مصدر اللعنة هنا..

† فوجدت أن العوام من المسيحيين منهم من يستنكرون وجود لعنة إلهية أصلًا موجهة ليسوع، إتماما لخطة الخلاص الكفاري بالفداء، فيقولون إن ما ذُكر في رسالة غلاطية أنما هي لعنة الناس المعارضين ليسوع فقط وليست أبدًا لعنة من الله، ومنهم من يقول بما أن يسوع لم يكن مخطئًا فبذلك لم تصبه اللعنة، إنما هو صدها وردها عنا فحسب... وأما ما نثيره نحن فهذا فقط فهمنا الشخصي الخاطئ للعقيدة المسيحية! (ولكن بدا أن استنكارهم هذا إنما هو اجتماعي أمام الأغيار ليس إلا، ربما لاستحيائهم من أن يقال إنهم يتجهون إلى معبود ملعون، وربما لعدم الفهم الكامل.. والله أعلم).

†† أما الخواص فالعجيب أنهم لا يختلفون عن العوام كثيرا، إلا في الإقرار بهذه اللعنة صراحة تارة، وتارة مناقضة هذا الإقرار بالتمييع كما سنرى.

ومن الواضح أن هذا التناقض عند الكبار هو المتسبب في حدوث اللبس عند العوام.

وفي هذا الموضوع سأحاول وضع النقاط على الحروف للفصل في هذه المسألة دون إخلال بطبيعة النص أو تكليفه فوق حقيقته.

🔴 ماهية اللعنة في العهد الجديد

أولًا (اللعنة لغةً)

بحسب الثقافة المسيحية، فاللعنة هي نقيض البركة[3]. وهي الطرد والإبعاد من الخير والخزي والسب[4] ولعن الشخص نفسه أي أن يقول: "عليَّ لعنة الله"[5]. ولما ورد لفظ اللعن على لسان يسوع المسيح كان بمعنى الويل الذي هو عكس الطوبى[6]، وطوبى أو التطويبات في العهد الجديد هي إعلان مباركة وتهنئة من أجل حالة من السعادة أو الفرح الآتي، والمسيح حين قام بتطويب الفقراء والمعوزين لم يكن بسبب استعداداتهم الشخصية، بل لأن الله يأخذ قضيتهم على عاتقه[7]، أما الويل فهو لفظ يدل على وقوع الشر والهلاك[8].

ثانيًا (اللعنة لاهوتًا)

أما بحسب الفكر اللاهوتي المسيحي، فاللعنة هي كل ما يصدر من فم الرب الإله[9]، أو من ينوب عنه، بهدف الطرد[10] أو الرفض[11] أو العقاب[12] أو التأنيب[13] أو التأديب[14] أو لتدبير خطة الخلاص[15]

وتعد أبرز اللعنات في الكتاب المقدس، تلك اللعنات الثلاثة التي وقعت منذ بدء الخليقة على الحية والإنسان والأرض، كنتيجة للخطية الأولى[16]، والتي اتخذتها المسيحية فيما بعد ذريعة لحتمية الخلاص.

🔴 الخلاص في العهد الجديد

(تعريفه)

تختلف الطوائف المسيحية في ماهية الخلاص وكيفيته، ومن الصعب إيراد تعريف جامع وموحد لهم حول معنى الخلاص[17]. ولكن يمكننا أن نجتهد انطلاقًا من الكتاب المقدس لإيراد أبسط تعريف للخلاص المسيحي.

بحسب بولس الرسول في رسالة رومية[18] وفي رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي[19] وفي الرسالة إلى كنائس غلاطية[20] يكون بذلك الخلاص هو عملية تحويل كفارية بواسطة يسوع المسيح لطبيعة الإنسان، التي تشوهت بالخطية في آدم، من أجل نوال الحياة الأبدية. ويكون هذا التحويل الكفاري عن طريق عملية الفداء من لعنة الموت الذي كان مُستحقًا لآدم وبنيه. كنتيجة للخطية.

وقد كانت الخطية الأولى متجهة مباشرة نحو الذات الإلهية العليا.

جوهر الخلاص (ديناميكيته)

"ملحمة الله الانحدارية"[21]

فهذه الجملة تعبر تمامًا عن هجمة مرتدة مباشرة ضد الخطية. والهجمة المرتدة في كرة القدم هي اصطفاف الفريق بمعظم لاعبيه في نصف ملعبه، تاركًا لاعبًا واحدًا أو اثنين على أقصى تقدير على خط المنتصف بدون أدوار دفاعية. ويكون هدفها هو قطع الكرة من الخصم أثناء هجومه، والانطلاق بها نحو مرماه في مواجهة عدد مهاجمين أقل (إذ أن معظم فريق الخصم بعيدين عن منطقتهم) وهكذا يمكن تصور ما حدث في المسيحية... فقد وقعت الخطية، وكأن هدف دخل في مرمى الإله، فقرر التخطيط لهجمة مرتدة لتعويض ذلك الهدف، فجمع الكل إليه وأرسل لاعبًا واحدًا/ ابنه الوحيد إلى أرض الخصم/ الخطية ليحرز هدفًا مباغتًا في مرماها ليبطل فوزها.

أما جوهر الخلاص لاهوتيًا فهو یتضمن عكس موقف الإنسان تجاه الله، وتجاه الحیة. فإن الإنسان بخطیته قد اتخذ جانب الحية، ووضع نفسه في وضع المقاومة مع الله، والآن قد تغیر الوضع نحو الحیة، فأصبح وضع العداء معها، وهذا یستلزم تغیر الوضع تجاه الله[22] فقد كانت اللعنة الإلهية الأولى من نصيب الحية، ثم صوبت إلى الإنسان، ثم تسبب الإنسان في لعنة الأرض. أما بعد الخلاص فستُزال اللعنة عن الأرض بسبب حمل الإنسان (ممثلًا في يسوع الفادي) اللعنة بإجراء تنفيذ العقاب كاملًا عليه، على اعتبار (أنه) سمع لوسوسة الحية، فيصبح هو ملعونًا بما استحق من عقاب على خطية (لم يرتكبها) ولكن حملها، وتصبح هي (أي الحية) ملعونة لأنها وسوست بخلاف وصية الله.

🔴 الفداء

رمزية الفداء بالصليب من العهد القديم

ورد في سفر العدد من التوراة واقعة من الأحداث التي حدثت لبني إسرائيل في برية سيناء فقيل: "قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا يَحْيَا» فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى الرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا"[23]

ويتخذ المسيحيون من هذه الآية من العهد القديم رمزًا لحقيقة الفداء بالصليب (تجذيرًا تشريعيًا منهم لحتمية عقيدة الصلب) إذ يقولون: "يعني أي خاطئ ينظر إلى صليب المسيح ويعترف بخطيته يتبرأ منها، فنحن نضع خطيتنا تحت الصليب أيضا"..

(إشكالية العقيدة والفطرة)

بحسب المسيحية، يسوع فاديًا أم مدافعًا؟

وهنا تتجلى الأزمة العقائدية، فبالمماثلة البسيطة بين الحدث الرمزي لواقعة الحية النحاسية المذكورة في التوراة، مع التطبيق الواقعي في حدث الصلب، يجب أن تكون المماثلة بين المسيح والحية، وليس بين الصليب والحية، ففي زمان موسى كان الملدوغ الذي ينظر إلى الحية يبرأ، وليس الذي ينظر إلى الراية التي عُلقت عليها الحية. وهذا يرسلنا فورًا إلى أساس موضوعنا وهو "اللعنة الواقعة على يسوع المسيح" لأن أول من لُعن في هذه الحياة، بحسب الكتاب، كانت الحية[24] كما ذكرنا.

نعم المسيح (بحسب المسيحية) لم يعاقب المسيح كمخطئ آثم، بل عوقب كبديل فادي، حامل خطية.

ولكنه لم يكن أيضًا مدافعًا محضًا، بل كان فاديًا قصدًا؛ بمعنى أن ليس كل مدافع فادي، إلا إذا مات المدافع عرَضًا أثناء دفاعه، فهنا يحمل صفة فادي، أما الآتي للفداء خصيصًا فلا يمكن أن يكون مدافعًا، خاصة وأن من خصائص الدفاع هو إبعاد الخطر فحسب، وليس إزالته، كما ليس بالضرورة موت المدافع من أجل رد الخطر، أما المسيحية فهي تقول بأن بالفداء أزيلت الخطية، والفداء الموت، لأن بالخطية الموت[25]

فهل الفادي ملعونًا؟

هل ثمة فرق جوهري بين القول "صارت لعنة الله عليه" والقول (حمل لعنة الله عنا)؟

يقول بولس: «اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»[26] فبذلك يكون جواب السؤال الأول نعم، أن يسوع يصبح ملعونًا (لأنه بحسب المسيحية) عُلق ميتًا على خشبة والمعلق ملعون، وكذلك هو يصير "لعنة مستمرة" للإحاطة بحجم الخطية الموجهة منذ البدء لذات الإله، فقوله: «صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا» أي لأجل الإحاطة بخطيتنا، ولتنجيتها من لعنتها.

أما السؤال الثاني فجوابه أن ليس هناك فرق بين القول: "صارت لعنة الله عليه" والقول (حمل لعنة الله)، فالقول "صارت لعنة الله عليه" واضحة، أما عبارة (حمل لعنة الله عنا) والتي يستشف منها بعض المسيحيين أنه صدها عنا، فيمكن استكمالها بكلمة "فيه" فتكون (حمل لعنة الله عنا فيه) أي صار ملعونًا عوضًا عنا، لأنه افتدانا تمامًا منها.

ولكن المسيحيين، وبالنزعة الفطرية فيهم، يرفضون تسمية فاديهم من اللعنة ملعونًا، بناء على فكرة أنه لم يخطئ ولم يأثم، إنما بريئًا سُفك دمه... ولكن كل ذلك بالمخالفة لكل النصوص الكتابية والتفسيرية.

فمن يرفض من المسيحيين وهو مسيحي اللعنة الواقعة على يسوع فقد وقع تحت ثلاث عقبات هي

أولًا/ مخالفته للنص الكتابي، ثانيًا/ رفضه لأسلوب الخلاص بالفداء المتمم على الصليب، ثالثًا/ استمرار وقوع اللعنة عليه واستحقاقه للموت.

اللعنة على يسوع باعتراف المفسرين

ورد في الكنز الجليل في تفسير الإنجيل قول المفسر[27] عن يسوع في آية غلاطية: "إذ صار لعنة لأجلنا وهو البار واختار ذلك طوعًا. فرضي أن ينقل الله اللعنة من الجميع إليه وأن يعامله كأنه مذنب فعلا كما كان في شريعة موسى ينقل ذنب المذنب اليهودي إلى التيس عزازيل"

فهنا يقول المفسر أن الله رضي بتحويل اللعنة التي كان يستحقها الخطاة ولصقها بيسوع معتبرًا إياه الشيطان، يعني أن «اللهُ لعنهُ» كما «جعله خطية» فلم يقتصر لعن يسوع بحسب المسيحيين على أنها كانت لعنة من الناس تجاهه فحسب، بل إن الله لعنه لعنًا وجعله خطية وشيطانًا أيضًا.

وفي تفسير الكتاب المقدس للمؤمن لصاحبه[28] نجد القول حول آية بولس الرسول في رسالة غلاطية: "لقد افتدى المسيح البشر بموته مكانهم محتملًا غضب الله المخيف على الخطايا. وقد وقعت لعنة الله عليه بصفته بديل الإنسان" بهذا التصريح التفسيري لا يبقى مجالًا للشك في أن المسيحية تؤمن بأن لعنة الله واقعة على يسوع، وليست مجرد لعنة من الناس فحسب كما يدعي البعض. صحيح ان المسيح لم يخطئ، ولكن في النهاية قد تلقى من الله اللعنة كشيطان، فإما أنه كلك، وغما أن لاعنه هو الشيطان، وإما من صدَّر هذه العقيدة في الحقيقة هو الشيطان.

وفي تفسير آخر[29] يبرر فيه المفسر تلك اللعنة بالفداء فيقول: "يسوع المسيح مات على الصليب ليقدم لنا هذه الحقيقة. ولكن الكتاب يقول «ملعون كل من علق على خشبة» ولذلك فلكي يحررنا من لعنة الناموس كان لا بد أن يصير المسيح نفسه ملعونًا، ولد صار المسيح ملعونًا ليخبرنا عن محبة الله"

وهنا فقد اعتبر المفسر أن لعنة الله على يسوع، وأن يكون يسوع ملعونًا، ذلك من متطلبات الخلاص، وإلا فلا خلاص، فقال إنه لكي تتحرر البشرية كان لا بد من لعنة المسيح، ولقد صار المسيح ملعونًا من الله ليخبرنا بمحبة الله للبشرية.

فبذلك تكون اللعنة الإلهية ليسوع هي عقيدة خلاصية وليست عارضًا بشريًا.. فبدون لعنة إلهية فلا خلاص.

إنكارها بدعة وابتداع شكلي لقبولها

ثم يستنكر رأس الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية المصرية[30] قول الذين ينكرون لعنة الله على يسوع ويعتبر ذلك بدعة فيقول: "وهنا يتحمس أحدهم ليقول: كيف يمكن أن يُقال إن الآب صب لعنة وغضبًا على ابنه ليعاقبه بدلًا منا على الصليب (مارتن لوثر)" ثم ورغم استنكاره الواضح هنا لمنكري اللعنة، يحاول ابتداع لفظًا لاهوتيًا مقبولًا لها، فيستطرد ليقول مناقضًا ومخالفًا: "والإجابة هي أن المسيح لم يكن ملعونًا، حاشا. بل كان حامل لعنة. ولم يكن مصلوبًا وهو خاطئ، بل حامل خطايا".

وهنا نحن لا ندري ما معنى كلمة "حامل لعنة" تلك؟! فهل هي تعني انه يلغي اللعنة التي كانت على البشرية ويزيلها؟ فإذا كان المعنى هكذا فقد ذهب الفداء في خبر كان، وأصبح الصليب بلا جدوى. أما إن لم يكن كذلك، فيسوع قد حمل اللعنة أي قد صارت عليه اللعنة من الله. وبولس يقولها صراحة واضحة: "صَارَ لَعْنَةً" مضيفًا القول: «لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».

أسئلة منطقية للرافضين اللعنة على يسوع حبًا

وهنا نسأل، إذا كان البشر الآثمين لولا الفداء كانوا سيُعاقبون وتتوجه إليهم اللعنة كاملًا إنفاذًا للعدل الإلهي.. فهل البديل (الفادي) إذا عوقب لا ينال اللعنة فقط لأنه لم يأثم في الحقيقة؟؟ بمعنى، هل سيُرحم قليلًا لأنه في الحقيقة لم يرتكب إثمًا؟ فهذا ليس عدلًا متبعًا.

فإذا كان سيُمارس عليَّ العدل المُطلق بلا رحمة في حال خطأي، وحين يقرر القاضي بنفسه أخذ العدل تامًا بالفداء، فهل حرصه على العدل يجوِّز له التفريط في بعضه لأنه سيناله من قريب له؟؟!! أقول إن ذلك عين المحسوبية، ونقضًا للفداء وإبطالًا للكفارة وإخلالًا للعدل.

لأنه لو كان كذلك فلماذا لم تظهر هذه الرحمة لبني آدم منذ البدء وهم الذين لم يرتكبوا الإثم في الحقيقة أيضًا، إنما تحملوه بالوراثة (يعني غصبًا عنهم) بينما المسيح فتحمل الآثام راضيا (أي واعيا ومستعدا)!!

أفيُرحم الواعي الراضي ولا يُرحم المغصوب؟؟

الخلاصة

إذن وبعد هذا العرض والتفصيل اللاهوتي والتفسيري، فلا يجتمع رفض وقوع اللعنة على يسوع مع قبول الخلاص بالفداء. فإما أن تقبل حياتك المفدية مقابل الرضا باللعنة على يسوع (كما تقول المسيحية) وبخلاف النزعة الفطرية، وإما أن تنظر في جوهر المسيحية الآن، هل هي موافقة للفطرة الإنسانية أم لا، ففكر وتدبر ثم بعد ذلك اختار.

الحواشي والمراجع


[2] (رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ 3: 13)

[3] قاموس الكتاب المقدس نخبة من الأساتذة ذوي الاختصاص ومن اللاهوتيين، ويضيف القاموس في ذلك الباب [لعن، لعنة] فيذكر "لا تعتبر اللعنات التي نطق بها نوح وموسى ويشوع وداود وغيرهم من الملهمين كأنها صادرة عن غضب أو حقد شخصي أو طلب انتقام، وإنما تعتبر تصريحًا بما أعلنه لهم الروح القدس أو النبوءة لما سيحدث. أما لعنة الله للأرض والحية (تك 3/ 14 و17)، فإنها التصريح بحكمه عليها. ولعنة الناموس (غل 3/ 10) هي حكمه على الخاطئ، والمسيح يفدينا منها «إذ صار لعنة لأجلنا» (غل 3/ 13 ورو 8/ 1 و5/ 16 و2كو 3/ 7-9)" صفحة 818.

[4] معجم أقرب الموارد في فصح اللغة العربية والشوارد، سعيد الخوري الشرتوني اللبناني.

[5] المصدر السابق.

[6] المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم، الخوري بولس الفغالي، المكتبة البولسية - جمعية الكتاب المقدس، ط1، س2003، ص11104

[7] المرجع السابق ص358

[8] مرجع سابق - قاموس الكتاب المقدس ط10

[9] كتاب بدع حديثة في اللاهوت المقارن، قداسة البابا شنودة الثالث، - ص26، ط1، س2006، عن الكلية الأكليريكة بالقاهرة.

[10] مت 4/ 10: "حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ»"

[11] مت 7/ 23: "فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!"

[12] مت 25/ 41: "«ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ"

[13] مت 16/ 23: "فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»" وغل 3/ 10: "لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ»"

[14] يو 7/ 49: "وَلَكِنَّ هَذَا الشَّعْبَ الَّذِي لاَ يَفْهَمُ النَّامُوسَ هُوَ مَلْعُونٌ»"

[15] غل 3/ 13: "اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»"

[16] قداسة البابا شنودة الثالث، في اللاهوت المقارن "بدع حديثة"، ط1، ص26

[17] يتضح ذلك مثلًا في مقال للدكتور رودلف يني حول مقال له عن "الخلاص بين الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس" منشور في العدد السابع من مجلة الرسالة الصادرة عن جمعية الدراسات القبطية - نيو جيرسي - أمريكا. سبتمبر 1991.

[18] (رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ 1: 1-26)

[19] (رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي 5: 8-11)

[20] (رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ 3: 13-14)

[21] الأب فاضل سيداروس اليسوعي، دراسات لاهوتية، الأنثروبولوجيا المسيحية 2 الإنسان بين زلته وخلاصه ص77. دار المشرق، ط1، س2015

[22] جرهاردوس فوس، علم اللاهوت الكتابي - الإعلان الإلهي في العهدين القديم والجديد، ترجمة عزت زكي، ص36.

[23] (سِفر اَلْعَدَد 21: 8-9)

[24] «فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ» (سِفْرُ التَّكْوِينِ 3: 14)

[25] «كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ» (رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ 5: 12)

[26] (رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ 3: 13)

[27] وليم إدي، الكنز الجليل في تفسير الإنجيل، ج7، ص41 - ط بيروت 1972 عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى.

[28] معلم الكتاب المقدس وليم مكدونالد في تفسير رسالة غلاطية

[29] تفسير العهد الجديد للدكتور وليم باركلي أستاذ العهد الجديد في جامعة كلاسكو - ترجمة الدكتور القس عبدالمسيح اسطفانوس.

[30] قداسة البابا شنودة الثالث، كتاب بدع حديثة في اللاهوت المقارن - ص31، ط1، س2006، عن الكلية الإكليريكية بالقاهرة.