∆ الماعت 𓆄
الربة "ماعت" هي سيدة العدالة والحق ونظام الكون في حضارة مصر القديمة، ويرمز إليها في النقوش بسيدة يعلو رأسها ريشة نعام 𓆄. وفي هيئتها الكاملة تكون في شكل سيدة واقفة، تعلو راسها الريشة، ممسكة في يمينها عصا الحكم 𓌀، وفي الأخرى مفتاح الحياة، "عنخ 𓋹 ".لن أتكلم في هذا الموضوع عن تفاصيل الشخصية من الناحية الدينية في مصر القديمة، ولكن سأركز على المعنى والأصل اللغوي لاسم "ماعت" ولماذا "ماعت" والفلسفة الحكيمة لاختيار مسمى "ماعت" في الأيدولوجيا الاجتماعية المصرية القديمة.
𓆄𓆄𓆄
∆ الجذر اللغوي
بدون الرجوع إلى اللغة العربية فنحن لا نعلم أصل ولا جذر ولا مفهوم معقول لكلمة "ماعت" ونصبح أمام اسم بلا معنى على الرغم من أهميته وجوهريته في تكوين الضمير الحضاري في مصر القديمة، ومن المحال أن يكون اسمًا اعتباطيًا في منطوقه بل لا بد من وجود حكمة في أصله وفلسفة عليا في مدلوله.
فماذا تقول اللغة العربية عن "الماعت"؟
💡 يذكر أحمد بن فارس (ف ٣٩٥) في معجمة مقاييس اللغة أن "المعت هو الدلك". والدلك هو التسوية التامة للشيء بحيث يكون الشيء المُدلك جميعه في تساوٍ واحد. يقول ابن فارس في مادة [دلك]: "ومن الباب دلكت الشيء، وذلك أنك إذا فعلت هذا لم تكد يدك تستقر على مكان دون مكان" وهذا هو الماعت، الكل تحت يد نظام القانون سواء.
𓆄𓆄𓆄
∆ حكمة وفلسفة الاسم "ماعت"
من تفصيل المعنى اللغوي للاسم يمكن أن نفطن بالطبع إلى فلسفة اختياره ليكون تعريفًا لمعبودة العدالة والحق والنظام في مصر القديمة. فالكل يجب أن يكونوا سواء أمام القانون كأمر طبيعي.. مراعين للحق وللنظام، دون تحري الزور أو سلوك التمرد، لضمان انسجام عناصر المجتمع في سياق تضامني وطني واحد.وفي حالة اقتراف الذنب، يجب أن يكون كل المذنبين سواءً تحت طائلة القانون. تمامًا مثل عملية دلك الشيء باليد حتى تأتي عليه ككل لتسويته بلا شذوذ أو نشوز، كما تاتي يد الفخراني "صانع الفخار" على قطعة الصلصال اللينة لتشكيلها وتسويتها وصقلها، ومن ثم عرضها وتقديمها في أحسن صورة، فـ«النّاسُ سواءٌ كأسنانِ المُشطِ»، وهذا هو نفسه قانون الماعت 𓆄.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق