اليوم السابع، سبت النور
██】أولًا - القراءة【
— زكريا ١١/ ١٢، ١٣
١٢ فقُلتُ لهُمْ: «إنْ حَسُنَ في أعيُنِكُمْ فأعطوني أُجرَتي وإلّا فامتَنِعوا». فوَزَنوا أُجرَتي ثَلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ. ١٣ فقالَ لي الرَّبُّ: «ألقِها إلَى الفَخّاريِّ، الثَّمَنَ الكَريمَ الّذي ثَمَّنوني بهِ». فأخَذتُ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ وألقَيتُها إلَى الفَخّاريِّ في بَيتِ الرَّبِّ.
— متى ٢٧/ ١- ١٠
يهوذا يشنق نفسه
١ ولَمّا كانَ الصّباحُ تشاوَرَ جميعُ رؤَساءِ الكهنةِ وشُيوخُ الشَّعبِ علَى يَسوعَ حتَّى يَقتُلوهُ، ٢ فأوثَقوهُ ومَضَوْا بهِ ودَفَعوهُ إلَى بيلاطُسَ البُنطيِّ الوالي. ٣ حينَئذٍ لَمّا رأى يَهوذا الّذي أسلَمَهُ أنَّهُ قد دينَ، نَدِمَ ورَدَّ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ إلَى رؤَساءِ الكهنةِ والشُّيوخِ ٤ قائلًا: «قد أخطأتُ إذ سلَّمتُ دَمًا بَريئًا». فقالوا: «ماذا علَينا؟ أنتَ أبصِرْ!». ٥ فطَرَحَ الفِضَّةَ في الهَيكلِ وانصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وخَنَقَ نَفسَهُ. ٦ فأخَذَ رؤَساءُ الكهنةِ الفِضَّةَ وقالوا: «لا يَحِلُّ أنْ نُلقيَها في الخِزانَةِ لأنَّها ثَمَنُ دَمٍ». ٧ فتشاوَروا واشتَرَوْا بها حَقلَ الفَخّاريِّ مَقبَرَةً للغُرَباءِ. ٨ لهذا سُمّيَ ذلكَ الحَقلُ «حَقلَ الدَّمِ» إلَى هذا اليومِ. ٩ حينَئذٍ تمَّ ما قيلَ بإرميا النَّبيِّ القائلِ: «وأخَذوا الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ، ثَمَنَ المُثَمَّنِ الّذي ثَمَّنوهُ مِنْ بَني إسرائيلَ، ١٠ وأعطَوْها عن حَقلِ الفَخّاريِّ، كما أمَرَني الرَّبُّ».
— إشعياء ٥٣/ ١٢
١٢ لذلكَ أقسِمُ لهُ بَينَ الأعِزّاءِ ومَعَ العُظَماءِ يَقسِمُ غَنيمَةً، مِنْ أجلِ أنَّهُ سكَبَ للموتِ نَفسَهُ وأُحصيَ مع أثَمَةٍ، وهو حَمَلَ خَطيَّةَ كثيرينَ وشَفَعَ في المُذنِبينَ.
— يوحنا ١٨/ ٢٨- ٣٨
أمام بيلاطس
٢٨ ثُمَّ جاءوا بيَسوعَ مِنْ عِندِ قَيافا إلَى دارِ الوِلايَةِ، وكانَ صُبحٌ. ولَمْ يَدخُلوا هُم إلَى دارِ الوِلايَةِ لكَيْ لا يتَنَجَّسوا، فيأكُلونَ الفِصحَ. ٢٩ فخرجَ بيلاطُسُ إليهِمْ وقالَ: «أيَّةَ شِكايَةٍ تُقَدِّمونَ علَى هذا الإنسانِ؟». ٣٠ أجابوا وقالوا لهُ: «لو لم يَكُنْ فاعِلَ شَرٍّ لَما كُنّا قد سلَّمناهُ إلَيكَ!». ٣١ فقالَ لهُمْ بيلاطُسُ: «خُذوهُ أنتُمْ واحكُموا علَيهِ حَسَبَ ناموسِكُمْ». فقالَ لهُ اليَهودُ: «لا يَجوزُ لنا أنْ نَقتُلَ أحَدًا». ٣٢ ليَتِمَّ قَوْلُ يَسوعَ الّذي قالهُ مُشيرًا إلَى أيَّةِ ميتَةٍ كانَ مُزمِعًا أنْ يَموتَ. ٣٣ ثُمَّ دَخَلَ بيلاطُسُ أيضًا إلَى دارِ الوِلايَةِ ودَعا يَسوعَ، وقالَ لهُ: «أنتَ مَلِكُ اليَهودِ؟». ٣٤ أجابَهُ يَسوعُ: «أمِنْ ذاتِكَ تقولُ هذا، أم آخَرونَ قالوا لكَ عَنّي؟». ٣٥ أجابَهُ بيلاطُسُ: «ألَعَلّي أنا يَهوديٌّ؟ أُمَّتُكَ ورؤَساءُ الكهنةِ أسلَموكَ إلَيَّ. ماذا فعَلتَ؟». ٣٦ أجابَ يَسوعُ: «مَملكَتي لَيسَتْ مِنْ هذا العالَمِ. لو كانتْ مَملكَتي مِنْ هذا العالَمِ، لكانَ خُدّامي يُجاهِدونَ لكَيْ لا أُسَلَّمَ إلَى اليَهودِ. ولكن الآنَ لَيسَتْ مَملكَتي مِنْ هنا». ٣٧ فقالَ لهُ بيلاطُسُ: «أفأنتَ إذًا مَلِكٌ؟». أجابَ يَسوعُ: «أنتَ تقولُ: إنّي مَلِكٌ. لهذا قد وُلِدتُ أنا، ولِهذا قد أتَيتُ إلَى العالَمِ لأشهَدَ للحَقِّ. كُلُّ مَنْ هو مِنَ الحَقِّ يَسمَعُ صوتي». ٣٨ قالَ لهُ بيلاطُسُ: «ما هو الحَقُّ؟!». ولَمّا قالَ هذا خرجَ أيضًا إلَى اليَهودِ وقالَ لهُمْ: «أنا لَستُ أجِدُ فيهِ عِلَّةً واحِدَةً.
— لوقا ٢٣/ ٥ - ٢٣
٥ فكانوا يُشَدِّدونَ قائلينَ: «إنَّهُ يُهَيِّجُ الشَّعبَ وهو يُعَلِّمُ في كُلِّ اليَهوديَّةِ مُبتَدِئًا مِنَ الجَليلِ إلَى هنا». ٦ فلَمّا سمِعَ بيلاطُسُ ذِكرَ الجَليلِ، سألَ: «هل الرَّجُلُ جَليليٌّ؟» ٧ وحينَ عَلِمَ أنَّهُ مِنْ سلطَنَةِ هيرودُسَ، أرسَلهُ إلَى هيرودُسَ، إذ كانَ هو أيضًا تِلكَ الأيّامَ في أورُشَليمَ. ٨ وأمّا هيرودُسُ فلَمّا رأى يَسوعَ فرِحَ جِدًّا، لأنَّهُ كانَ يُريدُ مِنْ زَمانٍ طَويلٍ أنْ يَراهُ، لسَماعِهِ عنهُ أشياءَ كثيرَةً، وتَرَجَّى أنْ يَرَى آيَةً تُصنَعُ مِنهُ. ٩ وسألهُ بكلامٍ كثيرٍ فلم يُجِبهُ بشَيءٍ. ١٠ ووقَفَ رؤَساءُ الكهنةِ والكتبةُ يَشتَكونَ علَيهِ باشتِدادٍ، ١١ فاحتَقَرَهُ هيرودُسُ مع عَسكَرِهِ واستَهزأ بهِ، وألبَسَهُ لباسًا لامِعًا، ورَدَّهُ إلَى بيلاطُسَ. ١٢ فصارَ بيلاطُسُ وهيرودُسُ صَديقَينِ مع بَعضِهِما في ذلكَ اليومِ، لأنَّهُما كانا مِنْ قَبلُ في عَداوَةٍ بَينَهُما.
الحكم بالموت
١٣ فدَعا بيلاطُسُ رؤَساءَ الكهنةِ والعُظَماءَ والشَّعبَ، ١٤ وقالَ لهُمْ: «قد قَدَّمتُمْ إلَيَّ هذا الإنسانَ كمَنْ يُفسِدُ الشَّعبَ. وها أنا قد فحَصتُ قُدّامَكُمْ ولَمْ أجِدْ في هذا الإنسانِ عِلَّةً مِمّا تشتَكونَ بهِ علَيهِ. ١٥ ولا هيرودُسُ أيضًا، لأنّي أرسَلتُكُمْ إليهِ. وها لا شَيءَ يَستَحِقُّ الموتَ صُنِعَ مِنهُ. ١٦ فأنا أؤَدِّبُهُ وأُطلِقُهُ». ١٧ وكانَ مُضطَرًّا أنْ يُطلِقَ لهُمْ كُلَّ عيدٍ واحِدًا، ١٨ فصَرَخوا بجُملَتِهِمْ قائلينَ: «خُذْ هذا! وأطلِقْ لنا باراباسَ!». ١٩ وذاكَ كانَ قد طُرِحَ في السِّجنِ لأجلِ فِتنَةٍ حَدَثَتْ في المدينةِ وقَتلٍ. ٢٠ فناداهُمْ أيضًا بيلاطُسُ وهو يُريدُ أنْ يُطلِقَ يَسوعَ، ٢١ فصَرَخوا قائلينَ: «اصلِبهُ! اصلِبهُ!». ٢٢ فقالَ لهُمْ ثالِثَةً: «فأيَّ شَرٍّ عَمِلَ هذا؟ إنّي لم أجِدْ فيهِ عِلَّةً للموتِ، فأنا أؤَدِّبُهُ وأُطلِقُهُ». ٢٣ فكانوا يَلِجّونَ بأصواتٍ عظيمَةٍ طالِبينَ أنْ يُصلَبَ. فقَويتْ أصواتُهُمْ وأصواتُ رؤَساءِ الكهنةِ.
— يوحنا ١٩/ ١- ١٦
الحكم بصلب يسوع
١ فحينَئذٍ أخَذَ بيلاطُسُ يَسوعَ وجَلَدَهُ. ٢ وضَفَرَ العَسكَرُ إكليلًا مِنْ شَوْكٍ ووضَعوهُ علَى رأسِهِ، وألبَسوهُ ثَوْبَ أُرجوانٍ، ٣ وكانوا يقولونَ: «السَّلامُ يا مَلِكَ اليَهودِ!». وكانوا يَلطِمونَهُ. ٤ فخرجَ بيلاطُسُ أيضًا خارِجًا وقالَ لهُمْ: «ها أنا أُخرِجُهُ إلَيكُمْ لتَعلَموا أنّي لَستُ أجِدُ فيهِ عِلَّةً واحِدَةً». ٥ فخرجَ يَسوعُ خارِجًا وهو حامِلٌ إكليلَ الشَّوْكِ وثَوْبَ الأُرجوانِ. فقالَ لهُمْ بيلاطُسُ: «هوذا الإنسانُ!». ٦ فلَمّا رآهُ رؤَساءُ الكهنةِ والخُدّامُ صَرَخوا قائلينَ: «اصلِبهُ! اصلِبهُ!». قالَ لهُمْ بيلاطُسُ: «خُذوهُ أنتُمْ واصلِبوهُ، لأنّي لَستُ أجِدُ فيهِ عِلَّةً». ٧ أجابَهُ اليَهودُ: «لنا ناموسٌ، وحَسَبَ ناموسِنا يَجِبُ أنْ يَموتَ، لأنَّهُ جَعَلَ نَفسَهُ ابنَ اللهِ». ٨ فلَمّا سمِعَ بيلاطُسُ هذا القَوْلَ ازدادَ خَوْفًا. ٩ فدَخَلَ أيضًا إلَى دارِ الوِلايَةِ وقالَ ليَسوعَ: «مِنْ أين أنتَ؟». وأمّا يَسوعُ فلم يُعطِهِ جَوابًا. ١٠ فقالَ لهُ بيلاطُسُ: «أما تُكلِّمُني؟ ألَستَ تعلَمُ أنَّ لي سُلطانًا أنْ أصلِبَكَ وسُلطانًا أنْ أُطلِقَكَ؟». ١١ أجابَ يَسوعُ: «لم يَكُنْ لكَ علَيَّ سُلطانٌ البَتَّةَ، لو لم تكُنْ قد أُعطيتَ مِنْ فوقُ. لذلكَ الّذي أسلَمَني إلَيكَ لهُ خَطيَّةٌ أعظَمُ». ١٢ مِنْ هذا الوقتِ كانَ بيلاطُسُ يَطلُبُ أنْ يُطلِقَهُ، ولكن اليَهودَ كانوا يَصرُخونَ قائلينَ: «إنْ أطلَقتَ هذا فلَستَ مُحِبًّا لقَيصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجعَلُ نَفسَهُ مَلِكًا يُقاوِمُ قَيصَرَ!». ١٣ فلَمّا سمِعَ بيلاطُسُ هذا القَوْلَ أخرَجَ يَسوعَ، وجَلَسَ علَى كُرسيِّ الوِلايَةِ في مَوْضِعٍ يُقالُ لهُ «البَلاطُ» وبالعِبرانيَّةِ «جَبّاثا». ١٤ وكانَ استِعدادُ الفِصحِ، ونَحوَ السّاعَةِ السّادِسَةِ. فقالَ لليَهودِ: «هوذا مَلِكُكُمْ!». ١٥ فصَرَخوا: «خُذهُ! خُذهُ! اصلِبهُ!». قالَ لهُمْ بيلاطُسُ: «أأصلِبُ مَلِكَكُم؟». أجابَ رؤَساءُ الكهنةِ: «ليس لنا مَلِكٌ إلّا قَيصَرَ!». ١٦ فحينَئذٍ أسلَمَهُ إليهِمْ ليُصلَبَ. فأخَذوا يَسوعَ ومَضَوْا بهِ.— لوقا ٢٣/ ٢٦- ٣١
الصلب
٢٦ ولَمّا مَضَوْا بهِ أمسَكوا سِمعانَ، رَجُلًا قَيرَوانيًّا كانَ آتيًا مِنَ الحَقلِ، ووضَعوا علَيهِ الصَّليبَ ليَحمِلهُ خَلفَ يَسوعَ. ٢٧ وتَبِعَهُ جُمهورٌ كثيرٌ مِنَ الشَّعبِ، والنِّساءِ اللَّواتي كُنَّ يَلطِمنَ أيضًا ويَنُحنَ علَيهِ. ٢٨ فالتَفَتَ إليهِنَّ يَسوعُ وقالَ: «يا بَناتِ أورُشَليمَ، لا تبكينَ علَيَّ بل ابكينَ علَى أنفُسِكُنَّ وعلَى أولادِكُنَّ، ٢٩ لأنَّهُ هوذا أيّامٌ تأتي يقولونَ فيها: طوبَى للعَواقِرِ والبُطونِ الّتي لم تلِدْ والثُّديِّ الّتي لم تُرضِعْ! ٣٠ حينَئذٍ يَبتَدِئونَ يقولونَ للجِبالِ: اسقُطي علَينا! ولِلآكامِ: غَطّينا! ٣١ لأنَّهُ إنْ كانوا بالعودِ الرَّطبِ يَفعَلونَ هذا، فماذا يكونُ باليابِسِ؟».
— المزامير ٢٢/ ١٨
١٨ يَقسِمونَ ثيابي بَينَهُمْ، وعلَى لباسي يَقتَرِعونَ.
— إرميا ٣٢/ ٦- ٩
٦ فقالَ إرميا: «كلِمَةُ الرَّبِّ صارَتْ إلَيَّ قائلَةً: ٧ هوذا حَنَمئيلُ بنُ شَلّومَ عَمِّكَ يأتي إلَيكَ قائلًا: اشتَرِ لنَفسِكَ حَقلي الّذي في عَناثوثَ، لأنَّ لكَ حَقَّ الفِكاكِ للشِّراءِ». ٨ فجاءَ إلَيَّ حَنَمئيلُ ابنُ عَمّي حَسَبَ كلِمَةِ الرَّبِّ إلَى دارِ السِّجنِ، وقالَ لي: «اشتَرِ حَقلي الّذي في عَناثوثَ الّذي في أرضِ بنيامينَ، لأنَّ لكَ حَقَّ الإرثِ، ولكَ الفِكاكُ. اشتَرِهِ لنَفسِكَ». فعَرَفتُ أنَّها كلِمَةُ الرَّبِّ. ٩ فاشتَرَيتُ مِنْ حَنَمئيلَ ابنِ عَمّي الحَقلَ الّذي في عَناثوثَ، ووزَنتُ لهُ الفِضَّةَ، سبعَةَ عشَرَ شاقِلًا مِنَ الفِضَّةِ.
— متى ٢٧/ ٣٢- ٣٦
الصلب
٣٢ وفيما هُم خارِجونَ وجَدوا إنسانًا قَيرَوانيًّا اسمُهُ سِمعانُ، فسخَّروهُ ليَحمِلَ صَليبَهُ. ٣٣ ولَمّا أتَوْا إلَى مَوْضِعٍ يُقالُ لهُ جُلجُثَةُ، وهو المُسَمَّى «مَوْضِعَ الجُمجُمَةِ» ٣٤ أعطَوْهُ خَلًّا مَمزوجًا بمَرارَةٍ ليَشرَبَ. ولَمّا ذاقَ لم يُرِدْ أنْ يَشرَبَ. ٣٥ ولَمّا صَلَبوهُ اقتَسَموا ثيابَهُ مُقتَرِعينَ علَيها، لكَيْ يتِمَّ ما قيلَ بالنَّبيِّ: «اقتَسَموا ثيابي بَينَهُمْ، وعلَى لباسي ألقَوْا قُرعَةً». ٣٦ ثُمَّ جَلَسوا يَحرُسونَهُ هناكَ.
— مرقس ١٥/ ٢٥ - ٣٠
٢٥ وكانتِ السّاعَةُ الثّالِثَةُ فصَلَبوهُ. ٢٦ وكانَ عُنوانُ عِلَّتِهِ مَكتوبًا: «مَلِكُ اليَهودِ». ٢٧ وصَلَبوا معهُ لصَّينِ، واحِدًا عن يَمينِهِ وآخَرَ عن يَسارِهِ. ٢٨ فتمَّ الكِتابُ القائلُ: «وأُحصيَ مع أثَمَةٍ». ٢٩ وكانَ المُجتازونَ يُجَدِّفونَ علَيهِ، وهُم يَهُزّونَ رؤوسهُمْ قائلينَ: «آهِ يا ناقِضَ الهَيكلِ وبانيَهُ في ثَلاثَةِ أيّامٍ! ٣٠ خَلِّصْ نَفسَكَ وانزِلْ عن الصَّليبِ!».
— لوقا ٢٣ ٣٥ - ٤٣
٣٥ وكانَ الشَّعبُ واقِفينَ يَنظُرونَ، والرّؤَساءُ أيضًا معهُمْ يَسخَرونَ بهِ قائلينَ: «خَلَّصَ آخَرينَ، فليُخَلِّصْ نَفسَهُ إنْ كانَ هو المَسيحَ مُختارَ اللهِ!». ٣٦ والجُندُ أيضًا استَهزأوا بهِ وهُم يأتونَ ويُقَدِّمونَ لهُ خَلًّا، ٣٧ قائلينَ: «إنْ كُنتَ أنتَ مَلِكَ اليَهودِ فخَلِّصْ نَفسَكَ!». ٣٨ وكانَ عُنوانٌ مَكتوبٌ فوقَهُ بأحرُفٍ يونانيَّةٍ ورومانيَّةٍ وعِبرانيَّةٍ: «هذا هو مَلِكُ اليَهودِ». ٣٩ وكانَ واحِدٌ مِنَ المُذنِبَينِ المُعَلَّقَينِ يُجَدِّفُ علَيهِ قائلًا: «إنْ كُنتَ أنتَ المَسيحَ، فخَلِّصْ نَفسَكَ وإيّانا!». ٤٠ فأجابَ الآخَرُ وانتَهَرَهُ قائلًا: «أوَلا أنتَ تخافُ اللهَ، إذ أنتَ تحتَ هذا الحُكمِ بعَينِهِ؟ ٤١ أمّا نَحنُ فبعَدلٍ، لأنَّنا نَنالُ استِحقاقَ ما فعَلنا، وأمّا هذا فلم يَفعَلْ شَيئًا ليس في مَحَلِّهِ». ٤٢ ثُمَّ قالَ ليَسوعَ: «اذكُرني يا رَبُّ مَتَى جِئتَ في ملكوتِكَ». ٤٣ فقالَ لهُ يَسوعُ: «الحَقَّ أقولُ لكَ: إنَّكَ اليومَ تكونُ مَعي في الفِردَوْسِ».
_________________
██【ثانيًا - التأمل والتعليق】
• تبدأ قراءة هذا اليوم بأحوال ردة يهوذا الإسخريوطي وما غلب عليها من مادية ساقته إلى مصيره المأساوي، فحتى الندم في ظل ذلك الانقياد المادي لم يكن ندمًا روحانيًا ناتج عن يقظة الروح، بل بالحري يمكن اعتباره يأسًا من روح الله غلبه فأبعده أكثر مما هو بعيد. ولعل ذلك هو حال أكثر الشعوب المسيحية الأوربية والغربية -وقد انصبغت بصبغته- وهي التي تخوض في وحل المادية المميت، فكان إذا سيطرت المادية عليهم خنقتهم، أو إذا تمنوا الفكاك منها خنقوا أنفسهم.. إلا من رُحم واستنار بنورٍ ضوءٍ على مقربة في الجوار.
• كانت العقوبة المستحقة ليسوع بحسب الاتهام الذي ألصقه به شيوخ اليهود وهو "التجديف" يعني الخوض في الذات الإلهية، كانت عقوبته الرجم بحسب الشريعة، ولكن الظاهر أن الوالي بيلاطس -الذي يبدو أنه انحاز ليسوع- وقد تبرأ من عقوبته، رأى تغيير تلك العقوبة بحيلة انطلت على الشعب واضطر الشيوخ حيالها إلى الانجرار فيها رغم مخالفتها للشريعة.. فأقر بيلاطس عقوبة الصلب بدلًا من الرجم ليجعل يسوع في منئى عن يد الغوغاء والقتل المُحتم ويكون فقط في إطار يد الحكومة بمنئى تمامًا عن سواها للحفاظ على حياته، وهذا ما حصل.
• قبيل إجراء التعليق على الصليب مباشرة تم تقديم ليسوع جرعة من شراب الخل الممزوج بمر وهو خليط كيميائي مخدر (يمكن مراجعة ورقة تقريرية أممية حول ذلك بعنوان "السلائف والكيماويات التي يكثر استخدامها في صنع المخدرات والمؤثرات العقلية بصفة غير مشروعة - تقرير صادر عن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات ٢٠١٥) وكان ذلك بغرض جعل الشخص في حالة الارتخاء العقلي وداعٍ للتحمل البدني لتعينه على مواجهة آلام التعذيب، ولعله كان سبب حالة الإغماء التي سيطرت على يسوع بعد ٦ ساعات فقط من التعلق على الخشبة، ما جعل الجمع يظنه مات.
• يزخر الكتاب بشواهد كثيرة جدًا تشير إلى عدم موت يسوع على خشبة الصليب، ولكنها لم تذكر جميعها في قراءة هذا اليوم تلك، بل نزل عنها حيًا ولذا فقد خصص له قبر جديد فارغ وعلى غير نظام وعادة قبور اليهود في تلك المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق