الاثنين، 24 أكتوبر 2016

رد شبهة (موت المسيح في الجليل) ببيان التعريض في الموضوع


بسم الله الرحمن الرحيم .. نحمده ونصلي على رسوله الكريم
*
إن من أهم الأوهام التي يزيلها كتاب «إزالة الأوهام» العظيم، لحضرة الإمام مرزا غلام أحمد المسيح الموعود والمهدي المعهود عليه السلام، هو وهم الرفع المادي للجسد العنصري إلى السماء ووهم استمرار حياة المسيح الناصري منذ القدم وحتى الان! ولكن وُجد أن هناك من لا يقوى ولا يستطيع العيش بدون هذه الأوهام، ورأوا –خاصة مع تأكيد كونها وهم- أنهم إلى ضياع! ومع اندفاع الإثباتات والدلائل النقلية والعقلية الجمّة اندفاعًا دمغ الفكر التقليدي الباطل وأراداه ميتًا جثة بلا روح، أمسوا يغِيرون غارات المذبوح لإحياء أوهامهم الذي يظنون أنها الحياة حصرًا!
ومع تلك الإثباتات العقلية والنقلية كافة يكون معذورًا من لم يطّلع عليها ويعاينها بما وهبه الله من فكر وعقل وطلب منه تفعيلهما. أما من رأى وعاين بنفسه مخاطبات العقل كافة ومستندات النقل معها ومع ذلك عارض واعترض فلا بد من وصفه آنذاك بأنه مريض بهذه الأوهام التي تشربت في مخ أعماقه فمنعت نور العقل من إشراقه.

الأربعاء، 27 يوليو 2016

الدلائل من السنة النبوية والحديث الشريف والصحابة والتابعين وتابعي التابعين وكبار المفسرين على موت عيسى عليه السلام. أي [إجماع الأمة]



نقدم اليوم بعون الله موضوعًا مُجَمّعًا حول هذه القضية التي يتمسك بها المعارضين (حياة المسيح ابن مريم القديمة)! وفي الحقيقة نود القول بأن من جمّع هذه الأطراف حول هذه القضية وركزها بحيث لم يدع مجالًا لاعتراض مقبول بعد، هو حضرة سيدنا مرزا غلام أحمد المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام، في كتابه الرائع «حمامة البشرى» حيث قال حضرته:

الاثنين، 11 يوليو 2016

عن الصعود إلى الفضاء [إلغاء شُبهة وبيان قلة وعي المُشتبه فيها]


صادفني منذ مدة انتشاء أحد المعارضين للجماعة الإسلامية الأحمدية وإمامها بما وقعت عينه عليه من فقرة من فقرات كتاب إزالة الأوهام لحضرة إمام الزمان سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني ﷺ يقول فيها حضرته في معرض تفنيده النقلي والعقلي لكل الادعاءات الوهمية للواهمين بالصعود المادي للمسيح الناصري إلى السماء وبقاءه فيها ما نصه:
    «ومن جملة الاعتراضات أن الفلسفة القديمة والحديثة تقول باستحالة وصول الإنسان إلى كرة الزمهرير بجسمه المادي. وقد أثبتت البحوث الحديثة في مجال العلوم الطبيعية أن الهواء على قمم بعض الجبال مُضرٌ بالصحة، لدرجة استحالة الحياة عليها تمامًا، وبذلك فإن وصول الجسم المادي إلى سطح القمر أو إلى الشمس، هي فكرة لا غية تمامًا».
فيقول المنتشي بشُبهته هنا ما نصه:
"و لكن لسوء حظه و لكي يفضحه الله تعالى أمام كل الخلق صعد الإنسان إلى القمر و الى أعالي الجبال. فهل من ينكر صعود البشر إلى القمر و الى إعالي الجبال  يستحق أن يكون نبيا أم دجالا".
والآن نقدم الشفاء الوافي حول هذه الشبهة التي أعجبت مشتبهنا، والتي تؤكد انعدام صفاء نيته وفساد سريرته إذ لو كان باحثًا عن الحق بصدق لبحث فيما وراء المعاني وما تصيد فيما لم يُدرِك. ولكنها حكمة الله إذ يوقع المعاند في شر ما يعمل ويفضح قلة بحثه وإدراكه ووعيه فيجعله من الجاهلين.
فيما يلي نص كلام حضرة المسيح الموعود مزود بعلامات توضيحية نتبعها بالشرح:
فأولًا/ لم يربط المُشتبه ─قصدًا أو جهلًا─ بين كلمتي «وصول الإنسان» و «بجسمه المادي» اللتين ذكرهما حضرة المسيح الموعود في كلامه! وعليه؛ فقد فهم كلمة «الجسم المادي» [المُحددة بالأحمر] التالية في كلام حضرة المسيح الموعود بأنها أي جسم مادي (كالصاروخ مثلًا)‼ في حين أن ذوي أنصاف العقول يفترض فيهم فهم المراد من الكلام على أنه الجسم الإنساني المُجرد، فهو ─أي الجسد البشري المجرد─ بالفعل محال عليه الوصول إلى سطح القمر أو الشمس.
فحاصل الكلام هو أنه من المُحال وصول الإنسان إلى كرة الزمهرير (الطبقات العليا من الغلاف الجوي) بواسطة جسمه المجرد فقد أثبتت البحوث العلمية في ذلك الشأن أن قلة الهواء على المرتفعات قد يضر بالإنسان لدرجة استحالة استمرار الحياة عليها أو المكوث لوقت طويل، وبذلك القياس يكون وصول الإنسان بواسطة جسمه المجرد إلى سطح الشمس أو القمر مُستحيل تمامًا.

ثانيًا// لم يربط المُشتبه ─قصدًا أو جهلًا أيضًا─ بين معنيين هامّين، هما حيث قال حضرة المسيح الموعود: «أثبتت البحوث الحديثة في مجال العلوم الطبيعية أن الهواء على قمم بعض الجبال مُضرٌ بالصحة، لدرجة استحالة الحياة عليها تمامًا» وتعقيبه: «وبذلك فإن وصول الجسم المادي إلى سطح القمر أو إلى الشمس، هي فكرة لا غية تمامًا» فلقد صور حضرة المسيح الموعود صعوبة الحياة على قمم الجبال ولم يقل أنه من المحال الوصول إليها، ثم أسقط قياسًا هذا التصور على صعوبة الحياة على سطح القمر والشمس فقال باستحالة ذلك. فليس المعنى هو استحالة الوصول، إنما القصد هو استحالة المُكوث، فضلًا عن المكوث لفترات تطول، ينفذ فيها المُسبب المادي للبقاء.

وفضلًا عن واقعية ذلك علميًا إلا أننا لا نكتفي بهذا بل نزيد؛ فنورد ذكر المؤرخ الشهير عبد الرحمن بن خلدون:

 وفي هذا المقطع الهام من كلام مؤرخنا العظيم ابن خلدون سيقول المُتسرع ─من أمثال معارضينا ومُشتبهنا الآن─ والمتكاسل عن القراءة التامة الكاملة حتى النهاية، بأن كلام ابن خلدون غير منطقي في المقطع الأول، في حين أن حقيقة كلام ابن خلدون في ذلك المقطع هو ضرورة إعمال العقل فيما يُقرأ، وتفعيل خاصية الربط التي هي من أساسيات وخصائص العقل البشري.

فيقول:
«لماذا يقوم الملك بهذا الذي حُكي عنه ويعرض نفسه وملكه للمخاطر وعنده ما عنده من جنود وخدم، فضلًا عن كون عدم معرفة صور الجن ليعمل لها تماثيل»
أما المقطع الثاني؛ فيبرهن فيه عمليًا استحالة البقاء لفترة طويلة داخل الماء على الرغم من وجود سبب صناعي مؤهل للبقاء، فهذا السبب رغم تأهيله للبقاء إلا أنه وقتي محدود، ومحدوديته قصيرة، ومهما طالت فهي تحتاج لإمداد مادي من مُمِد خارجي، وإلا فاستحالة البقاء مؤكدة. ونقول الآن؛ أن ما ينطبق على الغوص في الماء ينطبق على قمم الجبال.. وبالتالي بشكل أولى ينطبق سطح القمر والشمس أيضًا.

السؤال الآن: هل يُخطِّئ أحد كلام ابن خلدون؟! الجواب لا، لأنه بالفعل لم يقل شيئًا خطأ بخصوص ذلك الأمر، بل نؤكد عليه جميعًا، فما قاله ابن خلدون إذًا، قاله حضرة المسيح الموعود، فيقبل الناس قول ابن خلدون ويرفض المعاندين من أولئك الناس قول المسيح الموعود، فقط لأنه لامس اعتقاد خاطئ فاشل ترسخ في عقولهم منذ القدم.
إذن، لقد وقع المشتبه المُنتشي بشُبهته في فشل عدم الربط بين الكلمات والمعاني. فإذا غفرنا له زلة عدم ربط المعانى، لا نستطيع تمرير أمر عدم ربط الأشكال والكلمات، فحتى الحيوانات العجماوات تمارس ذلك الربط‼ إلا إذا اعترف بتصيده مع علمه بالحق فهو جاحد له بعدما استيقنته نفسه.

ثالثًا/// [دليل صدق]
معلوم بأن كتاب "إزالة أوهام" لحضرة مرزا غلام أحمد القادياني المسيح الموعود الإمام المهدي ─عليه السلام─ مترجم حديثًا عن اللغة الأردية، فلو افترضنا جدلًا أن هذا القول الذي أخذه المشتبه على عاتقه بأنه يفت في عضد صدق الإمام والوحي الذي يتلقاه، لكان من الأولى تعديل أو حذف مثل تلك (الأغلوطات) مثلًا، هذا إذا كان الكذب والتضليل هو المبتغى كما يروج المعارضين، فما الذي جعل الكلام يبقى كما كتبه وقصده الإمام؟ وجواب ذلك يثبت أولًا صدق الجماعة ومصداقيتها، وثانيًا يثبت بداهة الفهم الذي أوردناه أعلاه، ولكن فقط لذوي العقول والباحثين الصادقين، أما الذي يتعثر في مثل هذه الشبهات الواهية والتي ليست قائمة على أساس يُذكر فهو للأسف ليس له نصيب بعد في جماعة الله.
▬▬▬
وفيما يلي صورة من شُبهة المُشتبه↓

فالحمد لله الذي هدانا وعلّمنا.
:.

الأحد، 26 يونيو 2016

إثبات موت المسيح الناصري عليه السلام [إجماع الصحابة] "مع إزالة شبهة حمقاء"



لقد استلمنا موضوع إثبات موت السيد المسيح ابن مريم عليه السلام بالدليل والبرهان القرآني مع الشرح والتفصيل في عشر حلقات متتالية. وفي الواقع لقد وصلنا إلى حالة من التشبع اليقيني والمنطقي إلى أن المسيح ابن مريم ما هو إلا بشر كالبشر حَيا كحياتهم ومات كما يموتون لا أكثر ولا أقل.

أما اليوم، فهناك من الناس من لا يكفيهم قول القرآن! فلجأوا إلى الشوارع الخلفية، ليس إلى الحديث فهو كذلك لا يسعفهم، فلجأوا إلى أقوال وهمية ظنية "طارئة" لأحد الواضعين نسبوها لأحد كبار الصحابة هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقالوا: "أن عمر بن الخطاب قال الآتي بعد معرفته خبر وفاة النبي: "من قال أن محمدًا مات قتلته بسيفي هذا* وإنما رفع إلى السماء كما رفع عيسى ابن مريم** وإنه سيرجع كما يرجع عيسى" واعتبروا أن تلك هي "عقيدة عمر في رفع المسيح إلى السماء".
[لقد ظن بعض المعارضين الحمقى لحضرة المسيح الموعود أن حضرته قد أقر بهذا القول في أحد كتبه، خلافًا لما يدعو إليه! ولقد بينا حقيقة الأمر في نهاية هذا الموضوع، وكشفنا حمق مُدعيه والحمد لله]
 
وبذلك ظن هؤلاء أن إجماع الصحابة مجروح ─بل وغير موجود أصلًا─ في مسألة موت المسيح عيسى ابن مريم.
والواقع عكس ذلك تمامًا، فهذه الحادثة ─مع بطلانها─ لهي إثبات واضح وجلي وقطعي على إجماع الصحابة رضوان الله عليم أجمعين على موت المسيح الناصري عيسى ابن مريم عليه سلام الله.
فمبدئيًا؛ لم يرد في الأثر الصحيح قول ابن الخطاب لمثل هذا المقال الذي نسبه إليه المبطلين المعارضين، أما القول الذي ورد عن عمر فهو كالتالي: «والله ما مات رسول الله ﷺ ... والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك وليبعثنه الله فيقطعن أيدي أناس من المنافقين كثير وأرجلهم حتى يُفني الله عز وجل المنافقين» [البخاري][ابن ماجة][أحمد]
■ أما عن هذا القول ─أو حتى المزعوم─ عن عمر بن الخطاب فقد كان رضي الله عنه في حالة حزن شديد وغضب غير متصور نشأ عن عدم تقبله رضي الله عنه لفكرة موت الرسول، فأدى ذلك به إلى حجب عقله حينها وأدخله في غيبوبة وهو في حالة اليقظة الجسدية، فقال ما قال لفرط حبه الشديد لرسول الله وعشقه غير المتناهي له وبالتالي فلا يؤخذ بقوله ─رضي الله عنه─ وقتها لقول رسول الله ﷺ «رفع القلم عن ثلاثة... وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق» [النسائي]
والآن، وبإيرادي لهذا الحديث الأخير سأجد بعض السطحيين يقفز لي ويقول إني أتهم عمر رضي الله عنه بالجنون! حاشاه. فهذا لا يصح الرد عليه لأنه لا يفهم  لا الحديث ولا ألفاظه.

■ المهم؛ فهذا القول العُمري ─الفعلي أو المزعوم─ هو ناشئ عن فرط العشق للرسول وهو يندرج تحت هذا الحديث النبوي سالف الذكر. هذا وقد رده زجر أبو بكر الصديق رضي الله عنه وإسكاته، والذي أدى به إلى "فواقه" إذ تلى أبو بكر قول الله عزو جل: «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...» والواضح من كلام أبو بكر في هذه الحالة أنه يقصد بـ (خلت) أي ماتت لأنه لا يعقل أن يَرُدّ أبو بكر على ادعاء ما بما لا يناسبه.
فلما سمع عمر ذلك قال: «والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقِرتُ حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها علمت أن النبي قد مات» [البخاري]
إذًا لقد أفاق ابن الخطاب من غيبوبته.

■ فنحن الآن أمام شرح الصديق شخصيًا بشكل عملي لهذه الآية «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ» [آل عمران] وكان القصد من إيراد هذه الآية خاصة لِما يتطلبها حال ابن الخطاب ومن في حاله، وما قال! فلقد ادعى عمر ادعاء وادُعيَّ عليه آخر الآن هما:  
(1) عدم موت الرسول وبقاءه حيًا. 
(2) وأنه رفع إلى السماء كما حدث مع عيسى ابن مريم. 
فجاء رد الصديق ينفي هذين الادعائين معًا: 
(1▬2) فذكر «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل» لنفي ادعاء المُدعين ببقاء عيسى ابن مريم حي في أي مكان أو أي رسول سابق أيًا كان فالكل قد مات. 
(2▬2) ذكر «أفإن مات أو قتل انقلبتم...» لتأكيد موت الرسول لعمر وللجميع وللتذكير والتنبيه على عدم الانقلاب على هذه السنة الإلهية فلا نكون كالذين سبقوا وضلوا..

[والجدير بالذكر هو اجتماع الصحابة في ذلك الوقت وقد سمعوا جميعًا كلام أبا بكر الذي قصد فيه هدم تلك الادعاءات الطارئة المضطربة لبعض المصدومين والمكلومين لفقدان حبيبهم
فأقر من وعى وأناب من ذُهل لحين. ولكن في الأخير اجتمع الكل على أن كل الرسل قبل محمد قد خلت أي ماتت كما مات محمد ﷺ]

لذا فيا أيها السادة الأفاضل، لقد صرح القرآن الكريم بموت عيسى عليه السلام ولقد فصلنا ذلك تفصيلًا في مدونتنا المتواضعة هذه، أما الاستشهاد بقول عُمر ─الحقيقي أو المُدعى عليه─ لتأكيد حياة المسيح، فهو استشهاد واه وباطل، إذ يقوم على تصرف غاضب لعمر ─رضي الله عنه─ حَجب عقله وقت غضبه، فلا يؤخذ بقوله حينها، لقول رسول الله ﷺ: «لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان» [البخاري] فـ «لا» في هذا الحديث ناهية وليست نافية، بمعنى أنه يمكن أن يحكم شخص وهو غضبان فيكون حكمه باطل لأن عقله يُحجب عن طرف وينحاز لآخر، فيضيع الحق. ولكن يبقى القاض في حد ذاته نزيه النفس الا أن غضبه حجب عقله وقت حكمه هذا.

وبعد كل هذا التفصيل لأسباب قول عمر لهذا الكلام ─نقصد الحق منه وليس المُدعى عليه─ يَرِد اعتراض آخر ضحل في الاطلاع إذ يقول معترضه: "فاقد العقل لن يخترع قولًا غير موجود" ورد ذلك الاعتراض غير المُطلع هو أولًا أن هذا القول عن عمر من اختراعكم أنتم ولم يرد على لسان عمر في أي أثر موثوق. ثانيًا؛ ثم إذا افترضنا جدلًا قوله إياه فإن عُمر بن الخطاب كان له مطالعات كثيرة في كتب السابقين، حتى أنه جاء الرسول بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه على النبي فغضب، فقال: أَمُتَهَوِّكُونَ [أي متحير] فيها يا بن الخطاب؟! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية. لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به. [أحمد] وحتى بدون هذه الحادثة الواردة في مسند أحمد، فإن المسلمين قد خالطوا اليهود والنصارى في المدينة وبكل تأكيد قد عرفوا واطلعوا على كثير من عقائدهم، والتي من أهما عقيدة صعود المسيح إلى السماء وبقاءه فيها حيًا.

إذًا فحُب عمر المفرط للنبي جعله لا يتقبل فكرة موته بسهولة وأدى به ذلك إلى البحث عن مبرر من معلومات خالطوها جميعًا والتي كان يعرفها رضي الله عنه وكل ذلك في حالة من اللاوعي نتجت عن الصدمة بفراق من أحب، فلم يخترعها ─رضي الله عنه─ كما قال المعترض. ولعل ابن الخطاب تذكر هذا الموقف الذي دار بينه وبين الرسول حين تلى أبا بكر آية «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...» فانخلع قلبه جراء تأثير الحقيقة الذي أفاق عليها فهوى أرضًا.
■ ولكن لماذا ورد هذا الحديث عن عمر؟!
الجواب بسيط وهو أن هذا الحادث حصل ضمن الأحداث الشعورية المؤثرة فيما بعد الوفاة النبوية مباشرة فذكر كما ذكرت، ولا يتضمن أي مسألة من مسائل العقيدة، بل وضعها الواضعون ومن بنى على أساس هذه الواقعة مسائله العقائدية فقد بنى اعتقاده على ظن واه وباطل وعليه أن يراجع نفسه مم ينطلق وعلاما يقف.
:
تعقيب مهم جدًا؛ لا شك أن الجثمان النبوي الطاهر كان مسجىَ في بيت السيدة عائشة وقت حدوث ما حصل من عمر ورد أبا بكر. فقد ورد أن أبا بكر ─رضي الله عنه─ أقبل على فرسه من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة ─رضي الله عنها─ فتيمم النبي ﷺ وهو مسجىَ ببرد حبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله ثم بكى فقال بأبي أنت يانبي الله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها. [البخاري]

ومعلوم أن اعتقاد القانعين بحياة المسيح في السماء قائم على رفعه بروحه وجسده لا يفترقان! فهذا الحديث ينفي ثلاث ويثبت ثلاث، يثبت بطلان القولان الوارد عن ابن الخطاب والمنسوب إليه حينها لقيامه على ولا شيء إلا الغضب المحض. كما يثبت بطلان عقيدة الرفع السماوي من أساسها إذ قامت على ظن مذبذب وقاعدة عقائدية مخالفة لدين الإسلام. ويثبت موت المسيح ابن مريم لقول الصديق «لا يجمع الله عليك موتتين» مع تلاوته «خلت من قبله الرسل» مما يؤكد موت المسيح، فمن ظن برجوعه فيما بعد ليموت أيضًا فقد ضل وظلم.
أما نفيه فينفي عقيدة الصعود بكل أشكالها سواء بالجسد والروح، أو بالروح فقط. وينفي تصور من ظن أن عقيدة عمر هي رفع المسيح إلى السماء. لأن عقيدة عمر متعلقة بعقيدة الصديق، كما أنه رأى بنفسه الجثمان الشريف مسجى وقد فارقته الروح، رغم أن معلوماته من أهل الكتاب حول الصعود أنه يكون جسدًا وروحًا، ما يدل على ذهول وبلبلة وتضارب أفكار مخلخلة نتيجة صدمة. وأخيرًا ينفي أي اعتقاد غير منطقي ولا معقول في هذا الشأن، لتسليم الصديق في حينه وعزمه على قطع الشك باليقين عند المصدومين.


▬▬▬
* الشمائل المحمدية للترمذي المتوفي سنة 279هـ، ص661 - 662 بتعليق المواهب اللدنية لإبراهيم بن محمد الباجوري الشافعي المتوفي سنة 1277هـ، ص648، طبعة 2001

** الملل والنحل للشهرستاني المتوفي سنة 548هـ، ط2 دار الكتب العلمية 1992، ص10 ـ 12. وقد ورد هذا الكلام في إطار تبيان الشبهات التي وقعت في الأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول، إذ أورد الشهرستاني بيانه كالتالي: الصورة



  *


وهذا السند مُقدم لبعض الاغبياء الحمقى الذين أقدموا بحمقهم وجهلهم على الإتيان بنص أردي ─غير مترجم─ من أحد كتب حضرة المسيح الموعود سيدنا أحمد عليه السلام، وأخذوا يحتجون به على أنه يخدم مقصدهم! ولكنه في الواقع يكشف جهلهم وحمقهم وغبائهم. ففي الواقع كان حضرة مرزا غلام أحمد عليه السلام يستشهد بكلام الشهرستاني بأن مثل هذه الإضافة← "وإنما رفع إلى السماء كما رفع عيسى ابن مريم" إنما هي شُبهة من اختلاق وترويج المنافقين وخصماء الإسلام.
ولكنهم ─أي بعض المعارضين لحضرة المسيح الموعود─ أظلم من أن يكونوا محايدين أو موضوعيين. ذلك إضافة إلى حُمقهم فعزاهم الله إلى جهلهم فما أن رأوا عظمة لهثوا وعضوا عليها فكسَّرت أسنانهم. 

وهذه هي محاولاتهم الفاشلة↓

وأرفق مع منشوره هذا↑ مقتبس مصور من كتاب لحضرة المسيح الموعود «تحفة غزنوية» بالأردية غير مُترجم، فأخذ الجزء العربي منه الذي هو في الحقيقة استشهاد مقتبس من ملل ونحل الشهرستاني وليس إقرارا كما تصور المعارض الأحمق.
 وهذه هي الصورة الأخرى الذي يقصدها ذلك المعارض

فالحمد لله الذي هدانا لهذا

:.