الاثنين، 13 مايو 2024

أسماء الأرباب المصرية القديمة وأصولها العربية ❶ آمون

∆ آمون 𓋛

المعبود "آمون" هو إله الشمس والريح والخصوبة ضمن المعبودات الرئيسية في ديانة حضارة مصر القديمة. ويرمز إليه في النقوش برمز ريشتي الصقر حورس 𓋛. وهو في هيئته الكاملة يظهر كرجل واقف يعلو رأسه الريشتين، ممسك في يمينه صولجان الحكم 𓌀 وفي الأخرى مفتاح الحياة "عنخ 𓋹".

سنبحر هنا بعون الله بشكل مقتضب ومركز حول معنى هذا الاسم "آمون" من الجهة اللغوية المصدرية وفلسفته على أساس مهماته الربوبية بحسب المعتقد المصري القديم.

𓋛𓋛𓋛

∆ منطوق الاسم ودلالاته

كما عهدنا في موضوعات سابقة كتبناها، حول معاني الكلمات في اللغة المصرية القديمة، إذ ثبت أنه بدون الرجوع إلى جذور اللغة العربية فنحن لا نعلم أصل ولا مفهوم معقول لمعظم الكلمات مما يضطرنا إلى أن نأخذها على حرفيتها بلا إدراج معنى حقيقي ملائم لها.

وها هنا نحن أمام اسم المعبود "آمون"، فبدون مرجعية مصدرية منطقية لهذه الكلمة سنصبح كذلك أمام اسم بلا معنى واضح يعبر بتعبير واضح عن أساس مهماته، وذلك على الرغم من أهميته القصوى كمعبود وجوهريته التامة في تكوين الضمير الحضاري عند المصريين القدماء، وبالتالي فمن المحال أن يكون اسمه المُعلن هذا اسمًا اعتباطيًا في منطوقه، بل لا بد من وجود حكمة في أصله وفلسفة عليا اعتمدت في معناه.

𓋛𓋛𓋛

∆ فماذا تقول اللغة العربية عن "آمون" أو "آمِن"

💡 ورد في المعاجم أن [مون] يعني (المون) أي أن تَمُون عيالك وتقوم بكفايتهم وتتحمل مؤنته‍م. والمؤونة من المون وأصلها موونة بغير همزة.

فلاحظ أن هذه هي غايات مهمات المعبود آمون، إذ إنه في المعتقد المصري القديم هو رب الشمس والرياح والخصوبة، وكما لا يخفى فتلك العوامل هي مقومات الإنماء وتأمين المؤونة حد الكفاية في حضارة اعتمدت على مقوم الزراعة كالحضارة المصرية القديمة.

ولكن قد يقول قائل بأن النطق الصادر لاسم ذلك المعبود يكون كالتالي: «آمِن» بكسر الميم، وبهذا تكون المقاربة اللغوية السابقة لا تطابق منطوقه. ورد هذا أن [آمن] لا تبتعد كثيرًا عن معنى جوهر الجذر [مون].

فمعنى [آمن] هو سكون القلب جراء إعطاء الأمنة. إذن فبمطابقة اسم المعبود "أَمِن" مع هذ المعنى يظهر أنه واهب سكون القلب على أساس التزامه بتوفير النعم.

𓋛𓋛𓋛

∆ حكمة وفلسفة الاسم "آمون"

فمن تفصيل هذا المعنى اللغوي تتبين لنا بسهولة حكمة المصري القديم من اختياره واستقراره على مسمى ذلك المعبود كمسؤول عن الشمس والرياح والخصب، سواء من التزامة بتأمين توفيرهم للمؤمنين به أو حتى لغير المؤمنين به، ومن هنا اتخذ هذا المعبود كذلك وصف رب الافقين.

ويرد في الميثولوحيا (علم الاساطير) المصرية القديمة حول طبيعة هذا المعبود إنه «الإله الذي يستيقظ من نومه فجرًا ليضيئ العالم» ولا يخلو هذا التعبير من محوريةضمان  الأمن في الغذاء والحياة كل صباح بلا هم ولا علة وتلك هي الحياة فـ«مَنْ أصبَحَ منكمْ آمنًا في سِرْبِهِ، معافًى فِي جَسَدِهِ، عندَهُ، قوتُ يومِهِ، فكأنَّما حِيزَتْ لَهُ الدنيا بحذافِيرِها» وقد كانت هذه الغايات من مهمات آمون𓋛.

ليست هناك تعليقات: