السبت، 21 يناير 2017

الجماعة الإسلامية الأحمدية، والإيمان مربط الفرس


بسم الله الرحمن الرحيم .. نحمده ونصلي على رسوله الكريم

 *
إن الجماعة الإسلامية الأحمدية جماعة مرغوبة عمومًا. ومن حيث التعاليم والفكر والتفسيرات فهي تُعد الأبرز من بين كثير من الجماعات المتميزة، ولكن هناك ملاحظات مهمة وجب تبيانها:
أولًا■ يجب أن نعلم أن الجماعة الإسلامية الأحمدية مبنية أساسًا على الإيمان ببعثة المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام، في الوقت المُحدد والمناسب والضروري، وليست مجرد منهج جميل يمكن أن نبدله بغيره قد نراه فيما بعد أفضل من وجهة نظرٍ ما. فالمنهج الأحمدي مبني في الأصل على الإيمان بالمبعوث السماوي وليس العكس.
ويجدر بنا القول بأن ذلك المنهج المرغوب يأتِ في المرتبة الثانوية، بل لعله ليس له تصنيف أصلًا، في حين يستحوذ الإيمان ببعثة المسيح الموعود الإمام المهدي عليه السلام على كل الموضوع، نعم هو كذلك. وهنا فليسترح المعارضين لهذا المبعوث الرباني وجماعته المؤمنة به عن التصدي وانتقاد ومحاولة نقض كل ما ورد عنه؛ فإننا آمنا بأن حضرته إن كان قال فقد صدق وانتهى الأمر.

ثانيًا■ إن الجماعة الاسلامية الأحمدية ليست مجرد منهج جميل ينضم لها من أعجبه منهجها، وإلا فالجماعات ذات المناهج الجميلة والمُفكّرة والمُسالمة موجودة أيضًا قلّت أو كثرت، ولكن الأحمدية اختُصت عن غيرها بالوعد الإلهي المتحقق في مسيحها الموعود وإمامها المهدي عليه السلام، وإنهم أي المسيح الموعود وجماعته والخلافة هم الذين قصدتهم كل أحاديث الفتن والملاحم التي وردت عن النبي الأعظم محمد ﷺ في آخر الزمان وهو الذي نحن فيه الآن.

إذًا، فإن المسألة كلها مسألة إيمان، أولًا عن آخر، وليس أبدًا إعجاب وانجذاب لمنهج جميل أو غيره. وإلا فإذا كان الأمر كذلك (منهج جميل جدًا والسلام) فلِمَ أُعرّض نفسي لاحتمال التناقض والقيل والقال إذا وجدت ماهو أجمل في مقبل الأيام؟!
بل لِمَ أصلًا إذا كان الأمر مجرد منهج مُفضل أن أُعرّض نفسي وديني للتصنيف والتحزب والتمذهب أكثر مما هو إذا كان في وسعي بكل سهولة أخذ وممارسة جمال المنهج دون التقيد بأُطر البيعة والجماعة وقيودها؟؟!
لقد قال رسول الله ﷺ بخصوص هذا الأمر عن أحوال هذا الزمان نُصح إلزامي مفاده: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» [صحيح البخاري] وهذا تخصيص وليس مجرد كلام منهجي جميل أو عام يسري على الجماعات الأخرى.
أما المنهج الجميل فهو تحصيل حاصل، ولا يجب أن يكون هو مبدأ الإيمان. بل إن الإيمان هو الذي يزرع ذلك المنهج، فعندما نؤمن ونثق بالله وأنه عز وجل مصدر ومبدأ كل خير وفضل وجمال.. عندها سيكون راسخ فينا بأن الإيمان برسله جميعًا هو أصل كل منهج جميل.

:.

ليست هناك تعليقات: