كثير من الناس الآن يقولون بلسان حالهم للنبي ﷺ: اصمت أنت الآن، فأنت ميت ولا تعلم ما يحدث من حولنا، ونحن أعلم بشؤوننا منك، وبالمكائد التي تحاك لنا عنك..
♦ القصة تقول:
أن النبي ﷺ وبخ الصحابي محمد بن مسلمة توبيخًا حين علم أنه قتل رجلًا نطق بالشهادتين أمام السيف..
─ لكن محمد بن مسلمة حاول تبرئة نفسه قائلًا: "يا رسول الله إنما قالها خشيةً السيف!".
─ فزاده النبي ﷺ توبيخًا وقال: «ألا شَقَقْتَ عن قلبِهِ حتى تَعلَمَ من أجلِ ذَلِكَ قالَها أمْ لا؟» (يعني هل فتحت قلبه وعرفت هل هو قالها خشية أم صدقًا؟) «مَنْ لكَ بِلا إلهَ إِلّا اللهُ يومَ القيامةِ» (يعني هتعمل إيه قدام هذه الكلمة العظيمة التي نطق بها هو ودُست عليها أنت يوم القيامة؟)
♦♦ وواقعنا الآن يقول:
أن أُناس مفترون يرون من مسلمين كل تطبيقًا لكل أركان الإسلام من شهادتين وصلاة وصوم وزكاة وحج، ومع ذلك يكفرونهم تكفيرًا يُخرج عن ملة الإسلام إخراجًا، ولو فُتح أمامهم السبيل لقتّلوهم..
─ فكأنهم لا يعنيهم قول هذا الرسول الكريم ﷺ، ولا تعنيهم الحكاية، ويقولون نحن أعلم بمن ينوون لنا شرًا، وإن قدّم وأظهر لنا سِلمًا، فهو كافرٌ ينافقنا فاحذروهم واقتلوهم...
داسوا على هدي الرسول العظيم ﷺ بأقدام عقولهم المُظلمة، ويدوسون على القرآن الكريم بنفس الأقدام الظالمة، إذ يقول الله تعالى: «وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»
فالسلام هو كلمة الإسلام، والمُسالمة.. والإيمان هو الأمانة والاطمئنان والأمان.. يعني لا تقولوا لمن أظهر كلمة الإسلام لكم وسالمكم، بأنك لست أمينًا، ولن تطمئن في وسطنا، وحكمك هو الكفر ومصيرك هو القتل.
وهكذا فهُم يدوسون على كل مقدس من الله، بل كلام الله تعالى نفسه يدوسونه بالأقدام بغية حصولهم على شهوة الشهرة والصيت في الحياة الدنيا.
فهذه حجتهم حين يقولون (إنهم يريدون بالإسلام شرًا ويبطنون ما لا يظهرون مؤامرة ومكيدة، خشية أن يُكشفوا)! ولقد ردها رسول الله ﷺ في أوجههم موبخًا إياهم ومشمئزًا منهم قائلا: (هل شققتم عن قلوبهم؟)
─ فيقولون. يا نبي الله ولكن الإسلام...
─ فيقول الله يخرسهم: «أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ».
فسبحان الله، خَلقٌ لا يعنيهم لا كلام الله عز وجل، ولا هدي رسوله ﷺ، ويبتغون العزة من الله قولًا لا عملا، ويدّعون الحب الجارف لرسوله ﷺ حبًا ظاهريًا في كل محفل، بينما لا يمر عليهم قول له ﷺ لا يوافق أهوائهم إلا ويبغضونه ويمقتونه ويكتمونه... فأنى لهم أن يكونوا صادقين!
فاتركوهم فإنهم هم الكاذبين والمكذبين، فويل للمكذبين...
الموضوع على صفحة فيسبوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق