من سوء حظ من عارض
الجماعة الإسلامية الأحمدية بما شاع كذبًا بأن إمام هذه الجماعة حضرة المسيح الموعود
الإمام المهدي مرزا غلام أحمد عليه السلام ما هو إلا صنيعة الاستعمار البريطاني في
الهند! متغافلين جهلًا أو قصدًا أن الاستعمار البريطاني لو كان صانعًا عميلًا من هذا
النوع لكان محرضًا ومؤهلًا له لتكون دعوته مقتصرة على كونه الإمام المهدي وكفى، وليس
أكثر ليكون مسيحًا موعودًا أولًا قبل أن يكون إمامًا مهديًا، فترى الجاهل يروج هذا
الأمر منتشيًا بجهله!
إن المسيحيين أيضًا
ينتظرون قدوم المسيح ولكن بأن يأتي منهم ليقيم الدين المسيحي ويدين الأمم بحسب الكتاب
المقدس، فبالله يا عقلاء كيف يُقدِم البريطانيين وهم رؤساء وأتباع الكنيسة الأنجليكانية
على صناعة شخص والإيعاز إليه لكي يقوم بهدم عقيدتهم من أصولها؟! هل في أدمغتكم مُخ
يحوي هذا الكلام؟‼
لقد ادّعى كثيرون أنهم المهدي المنتظر، بل كثيرون جدًا، وحتى في وقت الاحتلال الإنجليزي لبلادهم هناك من ادعوا بهذا الادعاء، ولكن لم يفكر ولا واحد من هؤلاء أن يدّعي بأنه هو المسيح الموعود! لم يدّعي هذا الادعاء الثنائي ─مسيحًا موعودًا وإمامًا مهديًا معًا─ إلا شخص واحد فقط من بين كل السابقين واللاحقين، هو حضرة مرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام، وما كان ذلك من عند نفسه إنما مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم «وَلَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ» (سنن ابن ماجه، كتاب الفتن).
إذًا فالمروج لفكرة
صنيعة الاستعمار هذه ففوق أنه غبي لأنه يردد دون وعي، فهو جاهل أيضًا ويفخر بجهله المُخجل
لأنه لا يعلم ويردد دون علم، وربما يُصر عليه أيضًا بعد قراءة هذا الكلام! فإذا صوبنا
له معلوماته أخذته العزة بالإثم..
الخلاصة: لم يكن
إعلان حضرة مرزا غلام أحمد عليه السلام بأنه مسيحًا موعودًا ومهديًا معهودًا قائم على
شيء من هوى البريطانيين لأنه ببساطة أمر يخالف عقيدتهم بل ويهدمها هدمًا ويقوض من أعمالهم
التبشيرية للمسيحية التي هم عليها، غير أن السلطات البريطانية لاعتزازهم واحترامهم
لمبدأ إنساني هام بالنسبة لهم وهو حرية الضمير والمعتقد لم يتعرضوا له مباشرة، وقد كان ما يهمهم بشكل أولى المصلحة الاقتصادية والعمل على استتباب الأمن في سبيل تلك المصلحة. إلا
أن الأغبياء من المسلمين المعاندين قاوموه وعادوه بغير سبب وحيد مقنع، بل اتبعوا اهواءهم
واخترعوا ادعاءهم الغبي فوق غباءهم المحض فقالوا بأن البريطان هم من صنعوه‼ بل صنعه
الله على عينه إذ هيأ لمبعوثه السُبل الضرورية للانبعاث والانتشار، وترك قليلًا من
المعوقات ليميز الخبيث من الطيب ويأبى الله إلا أن يتم أمره ولو استاء المستاؤون.
:.
هناك تعليق واحد:
رائع كالعادة
إرسال تعليق