الخميس، 7 أبريل 2016

«اشتقت لإخواني... الذين آمنوا بي ولم يروني»

     كلنا يعرف ويردد حديث رسول الله ﷺ «وَدِدْتُ أَنِّي لَقِيتُ إِخْوَانِي. فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَلَيْسَ نَحْنُ إِخْوَانَكَ؟ قَالَ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَلَمْ يَرَوْنِي» (مسند أحمد، كتاب باقي مسند المكثرين)


السؤال الآن؛ من هم أولئك الذين يمكن أن يؤمنوا حق الإيمان بالنبي ويستوجب إيمانهم هذا رغم أنهم لم يروه اشتياقه ﷺ!؟

فنحن نعرف أيضًا بكل تأكيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على يقين بأن المعظم الغالب من المسلمين من بعده سيكونون مسلمين بالوراثةليس لإيمانهم كبير أهمية─ ولن يحتاج تصديقهم لنبوة النبي إخلاص إيمان خاص أو جهد لذلك. بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ» (مسند أحمد، كتاب باقي مسند المكثرين)


إذن؛ فمن هم أولئك الذين سيشتاق للقائهم النبي صلى الله عليه وسلم واعتبرهم إخوانه؟‼

الجواب يكمن في إن قول الرسول «الذين آمنوا بي ولم يروني» يعني الذين صدقوه ﷺ في نفس ظروف تصديقه الأُول من صحابته. بمعنى، أنهم هم الذين اتبعوا مبعوث السماء، الذي جاء مِصداقًا لنبوءات النبي الكثيرة، ومُصدقًا له ولِمَا جاء به ومؤكدًا عليه بالإظهار والتجديد. ولم يكونوا من الذين لما جاءهم ما عرفوا كفروا به، لأن الكفر سهل، والإيمان أمر عسير على النفس، فهؤلاء هم الذين وصفهم الرسول بقوله: آمنوا بي ولم يرونيّ.


فأولئك الذين تعرضوا لما تعرض له النبي وصحابته هم المستحقين لحمل صفة إخوانه ﷺ، أما أصحابه فهم الذين صحبوه في محنته. إنهم الذين آمنوا بالنبي وما أُنزل عليهم وكذلك يؤمنون بما وراءه وهو الحق مصدقًا لما معهم.

:.

ليست هناك تعليقات: