الحمد لله الذي أنعم بأفضاله علينا، فإنه رب العالمين.. ولِما تعلمنا من هدي
مولانا محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين ﷺ، وبما تبصرنا وفهمنا على
يد سيدنا المسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد، إمام الزمان، المهدي عليه السلام.
وبهذه النعم والأفضال
من الله المتعال، وهدي سيدنا محمد وتفهيم سيدنا أحمد نعرض بعون الله عدد من الأدلة
البينة على إثبات وفاة حضرة المسيح ابن مريم (الناصري) عليه السلام، وذلك من كلام الله
المجيد. والله ولي التوفيق.
أما بعد،،
هذه أول إشارة قرآنية نقدم لها من عشرة أدلة من القرآن المجيد عن موت المسيح ابن مريم عليه السلام وخلاصتها "فناء كل من كان نبيًا قبل
محمد ﷺ".
يقول الله:
وكلمة «خلت» = فرغت (المحيط في اللغة وتاج العروس)، مضت
(أساس البلاغة)، انقطعت (مقاييس اللغة) من قبله الرسل وما بقيت، ومن ضمنهم المسيح عيسى
ابن مريم، فلم تحمل الآية أي استثناء يذكر بخصوصه، بل إن أي ادعاء لأي استثناء هنا
هو محض افتراء يرد عليه الحق عز وجل بقوله: «وما المسيح ابن مريم إلا رسول..» كباق
الرسل.
وفي آيتنا هذه وهي تتحدث في سياق أن لو مات الرسول ﷺ أو قُتل، فهل تنقلبون على أعقابكم! تبًا، ألم تعلمون أنه بشر كمثل جميع الانبياء من قبله وقد ماتوا جميعًا؟! فما هو إلا رسول قد ماتت وفنت من قبله جميع الرسل أفإن مات هو أيضًا مثلهم انقلبتم وشككتم؟؟ فلتذهبوا إذن إلى الجحيم فليس فيكم رجاء.
ومعنى هذا الكلام أيضًا أن المسيح ابن مريم كان من ضمن الرسل قبل محمد ﷺ وتصيبه تلك الآية حتمًا، وتقصده.
وإذا أصررنا مع المُصرّين أن كلمة «خلت» في هذا السياق وغيره لا تعني "ماتت" فما قولهم في آية «وما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل» فهل هناك رسل ظلوا أحياء وارتفعوا إلى السماء حتى مقدم المسيح ابن مريم؟!
▬
وفي آيتنا هذه وهي تتحدث في سياق أن لو مات الرسول ﷺ أو قُتل، فهل تنقلبون على أعقابكم! تبًا، ألم تعلمون أنه بشر كمثل جميع الانبياء من قبله وقد ماتوا جميعًا؟! فما هو إلا رسول قد ماتت وفنت من قبله جميع الرسل أفإن مات هو أيضًا مثلهم انقلبتم وشككتم؟؟ فلتذهبوا إذن إلى الجحيم فليس فيكم رجاء.
ومعنى هذا الكلام أيضًا أن المسيح ابن مريم كان من ضمن الرسل قبل محمد ﷺ وتصيبه تلك الآية حتمًا، وتقصده.
وإذا أصررنا مع المُصرّين أن كلمة «خلت» في هذا السياق وغيره لا تعني "ماتت" فما قولهم في آية «وما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل» فهل هناك رسل ظلوا أحياء وارتفعوا إلى السماء حتى مقدم المسيح ابن مريم؟!
▬
وردًا على من يقول:"إن ذلك لا يتنافى مع عودة المسيح الناصري مرة أخرىولا يتنافى مع كون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين حيث أن عيسى عليه السلام لن ينزل إلى الأرض في نهاية الزمان برساله جديده بل مصداقًا لرسالات كل الرسل وختامها محمد صلى الله عليه وسلم «إن الدين عند الله الإسلام»"
هو أن المسيح عيسى
ابن مريم بُعث لقومه بني إسرائيل خاصة فحسب، وبحسب المصادر التاريخية فإن الاسباط
اليهود الاثني عشر كان منهم اثنين فقط في أرض كنعان فلسطين، هما سبط يهوذا وسبط لاوي،
بينما تشتتت بقية قبائل الاسباط العشرة شرقا بعد السبي الأشوري واستقروا في بلاد الشرق في فارس والهند،
فلما نجّى الله نبيه المسيح عيسى من الصليب هاجر كما يهاجر الانبياء ليبلغ بقية الأسباط العشرة
برسالته ومات موتة طبيعية ليس فيها سوء وقبره موجود ومعروف الآن.
كما يمكن مراجعة كل من الكتب التالية للاستيثاق حول موت المسيح الناصري عيسى ابن مريم، ومكان قبره.← كتاب: المسيح الناصري في الهند [مرزا غلام أحمد]← كتاب: حياة المسيح في التاريخ وكشوف العصر الحديث [عباس محمود العقاد]
▬
فهل يُقبل أن يعود النبي صاحب الرسالة المحدودة والمخصوصة لقومه بني
إسرائيل ─فضلًا عن أنه مات ومن مات لا يعود─ ليحكم في رسالة عالمية كرسالة الإسلام؟ أيُعقل أن ننسِب للمحدود (حضرة
المسيح الناصري عليه السلام) ما هو ليس محدودًا (رسالة الإسلام)، ونتغافل عن اللا
محدود (مولانا محمد صلى الله عليه وسلم) في شأن رسالته؟!
إذًا فليس النازل
في آخر الزمان من أمة بني إسرائيل ─فلن يكون هو المسيح الناصري─ إنما سيكون من أمة
محمد رسول الله، كما أخبر حضرة النبي المصطفى ﷺ «المهدي منا أهل البيت
يصلحه الله في ليلة» [سنن ابن ماجة، مسند أحمد] وقال «المهدي من عترتي من ولد فاطمة»
[سنن أبي داوود] وفي حديث آخر يقول حضرته صلى الله عليه وسلم «لا يزداد الأمر إلا شدة
ولا الدنيا إلا إدبارًا ولا الناس إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا
المهدي إلا عيسى ابن مريم» [سنن ابن ماجة] وهذا يعني أن المهدي الذي هو من آل بيت النبي محمد صلى الله
عليه وسلم هو نفسه عيسى ابن مريم النازل في آخر الزمان، فليس المسيح الموعود هو نفس المسيح الناصري شخصيًا، إنما هو شبيه له في المهام، ولأنه جاء ليزيل ما أحدثته أمة المسيح
الناصري من سوءات.. فيكون ماسحًا لما أحدثه من يدّعون بأنهم مسيحيون وعلى قدم المسيح يمشون وهم على عكس ذلك
تمامًا.
:
باختصار فإنه لا
يجوز أدبيًا أن يُبعث المسيح بشخصه ويظل سيد الخلق محمد ﷺ ميتًا مقبورًا أرضًا، في حين أن المسيح
الناصري (الإسرائيلي) الذي هو ليس من أمة محمد ﷺ سيعود من السماء ليقيم دين
محمد‼ فلو كانت عودة هذا ─المسيح الناصري─ منطقية عند من يقوله، فبالأولى حقًا أن يعود
محمد بذاته ليقيم دينه. فعلى الأقل سيكون للعالمين كافة كما كان للعالمين كافة في السابق وهو
الأولى كونه الخاتم لمن يفهمون الخاتمية بمعناها المحدود بشكل سطحي أي الأخير، أما المسيح الناصري فقد بُعث فقط لقومه بني إسرائيل فحسب، فكيف
بالله سيعود للعالمين كافة؟!
فتدبر وكن من الواعين.
:.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق