►تابع
قلنا في الحلقة السابقة بعدم وجود شهود عيان من الذين وثقوا لحدث الصعود. فلا هم رأوا بأنفسهم شيئًا ولا يبدو أنهم سمعوا حتى عن شهود حاضرين! لأن الذين يُتوَقع أنهم حضروا وعاينوا لم يوثقوا بدورهم تفاصيل هذا الحدث الهام.. فنضطر بذلك إلى وصف توثيق من وثّق وهو لم يرى إذ لم يحضر ولم يسمع، بأن توثيقه هذا ما هو إلا محض خيال خصب أراد به إبراز حدثٍ ما فبالغ فيه بالمجاز والاستعارة...
قلنا في الحلقة السابقة بعدم وجود شهود عيان من الذين وثقوا لحدث الصعود. فلا هم رأوا بأنفسهم شيئًا ولا يبدو أنهم سمعوا حتى عن شهود حاضرين! لأن الذين يُتوَقع أنهم حضروا وعاينوا لم يوثقوا بدورهم تفاصيل هذا الحدث الهام.. فنضطر بذلك إلى وصف توثيق من وثّق وهو لم يرى إذ لم يحضر ولم يسمع، بأن توثيقه هذا ما هو إلا محض خيال خصب أراد به إبراز حدثٍ ما فبالغ فيه بالمجاز والاستعارة...
والآن وبعد أن أثبتنا انعدام وجود شهود عيان من الذين
سجّلوا؛ سنقدم دليلًا جديدًا على عدم وجود شهود عيان على حدث مثل هذا أصلًا.
وهذا هو [الدليل الرابع]
لنفي معتقد الصعود عقليًا.
يختصر حضرة مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح
الموعود هذا الدليل العقلي في جملة واحدة في أحد كتبه فيقول عليه السلام:
▬ في الواقع إننا علينا أن نقبل كل نظرية إذا كانت فقط
مدعمة بالأدلة، أما إذا كان يعوز إثباتها دليل فالحق أنه لا يسعنا قبولها ولسنا
مؤاخذين. فإذا كان وصف أحد الذين وثّقوا الحدث وادّعى بما لم يرى كان هكذا: «ثم إن
الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله» [مر: 16/ 19] فأي عقل يقبل هذا إذن؟! إذ هل رأى
مرقس الكاتب لإنجيله هذا الذي قاله، هل رأى بعينيه هذا حقًا وفعلًا؟؟!
بالطبع لا فلم يكن حاضرًا. إذن فهل رأى التلاميذ الحضور بدورهم ذلك؟ يعني هل رأوا موضع جلوس الله وبالتالي حددوا يمينه ورأوا عند هذا اليمين موضع جلوس آخر صعد إليه السيد يسوع المسيح فجلس عليه؟!
بالطبع لا فلم يكن حاضرًا. إذن فهل رأى التلاميذ الحضور بدورهم ذلك؟ يعني هل رأوا موضع جلوس الله وبالتالي حددوا يمينه ورأوا عند هذا اليمين موضع جلوس آخر صعد إليه السيد يسوع المسيح فجلس عليه؟!
نجزم بأن ذلك لم يحدث. أي لم يحدث أن رأى أحد من
الحاضرين وقتئذ ذلك التفصيل ولا حتى شيء منه. فلو افترضنا جدلًا أنهم كانت لديهم قدرة الرؤية
التلسكوبية لمعاينة ذلك الصعود الفلكي ومن ثم الجلوس عن يمين الله.. فأين نذهب من
قول يسوع المسيح نفسه في إنجيل يوحنا: «الله لم يره أحد قط» [يو: 1/ 18]؟! فلو قيل بأن ذلك التقرير كان
قبل القيامة وتمام الفداء وقد تم فيما بعد إعطاء التلاميذ القدرة على ذلك، فصاروا قادرين..
فأين نذهب مما قرره بولس أيضًا حين أكد قائلًا عن الله دائمًا: «ساكنًا في نور لا
يُدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه» [تي1: 6/ 16]؟
إذن فليس تأكيدنا الجازم بأن ذلك الذي كتبه القديس مرقس عن يسوع بأنه «جلس عن يمين الله» أنه في الواقع لم يحدث ولم يُعاينه مُعاين ولا يستطيع.. ليس كل هذا من عندنا ولا من بنات أفكارنا ولا هو محض فهمنا.. وإنما هو بقرارات سابقة ولاحقة من الكتاب نفسه الذي يؤمن به المسيحيون كافة. فأين تذهبون؟!
إذن فليس تأكيدنا الجازم بأن ذلك الذي كتبه القديس مرقس عن يسوع بأنه «جلس عن يمين الله» أنه في الواقع لم يحدث ولم يُعاينه مُعاين ولا يستطيع.. ليس كل هذا من عندنا ولا من بنات أفكارنا ولا هو محض فهمنا.. وإنما هو بقرارات سابقة ولاحقة من الكتاب نفسه الذي يؤمن به المسيحيون كافة. فأين تذهبون؟!
إننا علينا أن نُسلّم بالحقائق قبل فوات الأوان، وإن
حقيقة (الجلوس عن يمين الرب) هذه إنما فصّلها السيد يسوع المسيح والكتاب المقدس نفسه في مواضع أُخر
بعيدًا عن هذ الفكر الخرافي الذي دحضناه وفندناه عقليًا بآيات وشواهد من الكتاب
المقدس نفسه وليس من خارجه. وسنُعَرِّج عليها لاحقًا في أدلة أخرى جديدة ■
:.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق