قدمت صفحة الخدمة العربية للكرازة بالإنجيل على فيسبوك سؤالاً
حول موضوع صعود المسيح هو: «هل صعد المسيح إلى السماء بعد
القيامة بالجسد؟»
فدخلت في نقاش لطيف مع أخوة أفاضل وهو المُبين في الصورة
المُقتبسة جانبًا يمكن تحميله وقراءته بوضوح ←
وسألت
سؤالًا هو: في حين يتوفر أكثر من دليل عقلي "كتابي" على عدم الصعود،
أطالب حضراتكم بتقديم الأدلة العقلية على الصعود من الكتاب المقدس نفسه.
فالجدير
ذكره أن كل ما يتم تداوله بخصوص الصعود هو محض كلام لا تؤيده حجة ولا برهان كتابي
فضلًا عن العقلي في مقابل وجود أدلة عقلية عكسية.
ولمّا لم أحصل من حضراتهم ولا من الصفحة على جواب على
سؤالي أقدمت على تدوين ذلك في هذه المدونة الشخصية المتواضعة.
[الدليل الأول]
عقليًا، لا يدل على صعود حقيقي إلا نزول حقيقي. فإذا كان
خبر الصعود قد رواه رواة ليسوا شهود عيان كالقديسَيّن مرقس ولوقا، وبنص مكتوب غير
متواتر ليبقى نصًا خبريًا يحتمل أن يكون صادقًا كما يُحتمل أن يكون غير ذلك.. وإن
تم الجزم بصدقه من فئة معينة فلا يُمكن تخطئة فئة أخرى لم تصدقه لأنه في النهاية
غير مبني على تواتر أو شهادة عيان أو تبرير عقلي معتبر يؤخذ به باطمئنان. بل يكون
اعتباره مجازًا أفضل وأرقى للعقل بدلًا من زج الخبر الغريب والمطالبة بتصديقه
عميانًا.
لقد قلنا أنَّ النزول الحقيقي لهو دليل عقلي جازم ونهائي
على الصعود الحقيقي. لكن إذا تم نفي عملية النزول الحقيقي واعتبارها بالأولى تصور
مجازي للنزول، فكذلك بالتبعية يكون وصف الصعود بأنه كان عبارة عن مجاز واستعارة
جمالية لا أكثر.
↓
▬ قال السيد المسيح مُقررًا قاعدة هامة مفادها: «وليس أحد صعد إلى السماء
إلا الذي نزل من السماء» [يو: 3/ 13] ولما كان وجود السيد المسيح بواسطة الولادة المادية من عذراء، ولم يُرى
نازلًا متدليًا من فوق إلى تحت ولم يُكتب عنه ذلك في نص مقدس، فبالتالي كان وصفه
لنفسه حين قال: «لأني قد نزلت من السماء» [يو: 6/ 38] إنما هو وصف مجازي يعبر عن مقام روحاني.
فلما ثبت أن النزول إنما هو نزولًا معنويًا وليس حقيقيًا، إذ لم يحدث أن جسد المسيح نزل حقيقةً
من السماء على الأرض إلا أنه ولد من جسم أمه بالطبيعة ثم حلّت عليه التفضيلات
الروحانية.. فكذلك يكون الصعود الأخير (بعد قيامته) يكون مجازيًا ومعنويًا وليس
حقيقيًا مرئيًا بأي حال، بدليل «وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء» [يو: 3/ 13] فلما لم ينزل الجسد بالحقيقة
أصلًا فأنى له أن يصعد حقيقةً؟! ■
:.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق