صعود إيليا وذُكر في: [ملوك الثاني: 2/ 11]، نبأ نزول
إيليا وذُكر في: [ملاخي: 4/ 5-6]، تحقق نزول إيليا وذُكر في: [متى: 11/ 14-15].
[الدليل
الثاني] وقد وضح الإمام
المهدي والمسيح الموعود هذه المسألة في كتابه «توضيح مرام ⇚⇚⇚⇚⇚⇚⇚
كما قلنا سابقًا أنه لا يدل على صعود حقيقي إلا نزول
حقيقي، وأنَّ النزول الحقيقي لهو دليل عقلي جازم ونهائي على الصعود الحقيقي. فلما قام
السيد المسيح بوصف يوحنا المعمدان بأنه هو إيليا فقال: «وإن أردتم أن تقبلوا، فهذا
هو إيليا المزمع أن يأتي. من له أذنان للسمع فليسمع» [مت: 11/ 14-15] وقد كان سبق وصُوِّرَ في الكتب حادث صعود إيليا إلى السماء بالقول: «وفيما
هما يسيران (أي إيليا وخادمه أليشع) ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما، فصعد إيليا في
العاصفة في السماء» [مل2: 2/ 11] فها هو ذا حادث على ما يبدو وكأنه صعود حقيقي، غير أنه في الواقع الفعلي
ما هو إلا موت (وسنذكر لماذا جزمنا أنه موت بعد
قليل).
ثم أُخبر في الكتاب على إثر ذلك الصعود فيما بعد بنبوءة
مفادها أن إيليا الصاعد آنفًا سيأتي ثانية؛ فقيل: «ها أناذا أرسل إليكم إيليا
النبي قبل مجيء يوم الرب» [ملا: 4/ 5-6].
فهكذا الحال حصل على ما يبدو أنه صعود، ثم أُنبىء بأن
الصاعد سيأتي في يوم الرب.. في حين أخبر السيد المسيح بنفسه عن يوحنا المعمدان أنه
هو إيليا الصاعد المُزمع أن يأتي. ما يعني أن إيليا الحقيقي قد انقضى أجله ومات
وأن يوحنا هو بمثابته.. ولقد اتفق جميع المسيحيون على ذلك وأجمعوا؛ أولًا على أن
صعود إيليا يعنى موته حتمًا، وثانيًا أن نزوله فيما بعد يعني قدوم مثيله بالتأكيد.
ثم إن يوحنا المعمدان لم نسمع عنه ولم يُذكر حوله أنه قد
نزل من السماء نزولًا حقيقيًا، وإنما ولد من بطن أمه أليصابات ولادة جسدية مادية.
لذا فإن استشهاد السيد المسيح بانقضاء أجل إيليا في زمنه
وأن يوحنا هو مثيله الذي أتى في وقته المحدد له، فأثبت بذلك أن الصاعد إنما هو
ميت، والنازل إنما هو آَخر وكذلك صار معه.. وقد كتبنا في هذه النقطة تدوينة سابقة
هذه صورة منها ■↓
:.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق