5- قائمة ثبت أبيدوس[1]
للملوك الشرعيين
تاريخه ووصفه
على أحد جدران معبد الملك ستي الأول[2] في أبيدوس حوالي عام ١٣٠٠ق.م نقش ابنه الملك رعمسيس الثاني (ربما وقت ولايته للعهد) قائمة خراطيش[3] لأسماء مجموعة من ملوك الأسرات قبله وعددهم ٧٦ ملك في صفين يتوسطهم صف بيحمل اسم ستي الأول مكرر بألقابه المختلفة. وجعل رعمسيس نفسه واقف قبالهم مع والده الملك ستي الأول وبيقدم لهم الأدعية والقرابين والبخور.
وبينتقي رعمسيس التاني في القائمة دي عدد ٨ ملوك من الأسرة
الأولى، وسبع ملوك من الأسرة التانية، وخمسة من الأسرة التالتة، وستة من الأسرة
الرابعة، وثمانية من الأسرة الخامسة، وبيذكر ملوك الأسرة السادسة كلهم، وكمان
بيذكر أسماء ١٥ ملك من ملوك الأسرتين ٧ و٨ متذكروش قبل كده في أي أثر تاني، وبيسقط
عمدًا ملوك إهناسيا[4]
وبيذكر ملكين بس من الأسرة ١١، وكل ملوك الأسرة ١٢ ما عدا الملكة "سوبك نفر"[5]، وبيسقط كمان ملوك فترة
الاضمحلال التاني[6]
وبيستأنف ذكر الملوك بداية من الأسرة ١٨ وبيذكرهم كلهم عدا كل من تأثر منهم ببدعة
"إخناتون"[7]
وكمان استبعد الملكة "حتشبسوت"[8] واعتبرها -كونها امرأة- ملكة
غير شرعية لخروجها على التقاليد المصرية بتقلدها للحكم وتفردها بيه. وفي الأسرة ١٩
ذكر الملكين اللي سبقوا والده ستي الأول، وبتنتهي القائمة بذكر ستي الأول نفسه.
حالته الثبت ومكان تواجده
قائمة الثبت ده موجودة بحالة جيده في المكان اللي أقيمت فيه، على أحد جدران معبد ستي الأول الداخلية في أبيدوس (منطقة العرابة بمحافظة سوهاج حاليًا) وهو بحالة جيدة جدًا[9]
أهميته التاريخيةبجانب المصادر التانية[10] للتاريخ المصري تعتبر قائمة ثبت أبيدوس مصدر تاريخي مهم لتوثيق ودراسة تاريخ مصر القديمة. وفوق كده فهو بيتميز عن غيره بذكره لأسماء ١٥ ملك من الأسرتين ٧ و٨ من الملوك غير المذكورة أسمائهم في أي أثر قبله في التاريخ المصري.
نتيجة دراسة الثبت
بدراسة قائمة الملوك دي نقدر نلم بأكتر من نتيجة حوالين طبيعة المجتمع المصري من حيث الوطنية والسلطة والدين
① فبنشوف ازاي بيتكرر للمرة التانية، بعد حجر الأجداد لتحوتمس التالت[11] استبعاد حكم الملوك الأجانب من قوائم الملوك الشرعيين، وده بيعبر عن الاعتزاز القومي عندهم ضد أي محتل. فبيتصرف المصري القديم حوالين الموضوع ده بإسقاطه للحكام الأجانب من قوايمه الشرفية الملكية كأنهم لم يحكموا أصلًا.
② وكمان في نقطة من يرتقي لقمة السلطة من المصريين أنفسهم، فالمصريين في القائمة دي ممثلين في سيتي الأول ورعمسيس التاني ابنه لم يستسيغوا جلوس المرأة على قمة الهرم السلطوي بدون شريك رجل معها في الحكم، واعتبروا تفردها بالسلطة انقلابًا على التقاليد الاجتماعية الصارمة والنظم الملكية المُتبعة، فأسقطوها وغيرها من النساء الملكات من قوايم الملوك الشرعيين في زمانهم.
— وأخيرًا، بنفهم من دراسة الثبت الملكي ده ازاي المصري القديم زي ما هو كان متقيد بنظام ملكي ذكوري صارم لا يتقبل خرقه بالتفرد النسوي، فكذلك النظام الملكي ده كان مرتبط بالمعتقد الديني، فلا يقبل الانقلاب عليه بسهولة، وإذا حصل فلا يقبله إلا مرغمًا.. ولما بترجع الأوضاع لما كانت عليه قبل الانقلاب الديني بيشطب المصري القديم الحقبة الدينية دي بأصحابها من تاريخه الشريف باللعن والازدراء.
الهوامش والمصادر
[11] قائمة ثبت الكرنك "حجر الأجداد" https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=726347162865620&id=100064710281535&mibextid=Nif5oz
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق