السبت، 6 أبريل 2024

مصادر التاريخ المصري القديم ─ ① حجر پالرمو

 1-  حجر پالرمو الأثر الأهم من حجر رشيد[1]

تاريخه ووصفهِ

في أواخر الأسرة الخامسة أو السادسة من الأسرات المصرية القديمة (حوالي ٢٣٩٢-٢٢٨٣ ق. م) كان في أحد معابد العاصمة منف (ميت رهينة حاليًا) حجر بطول مترين وارتفاع ٧٠ سم من البازلت الأسود منقوش على وجهيه، في سطور أفقية منظمة بشكل قوائم، أسماء جميع من حكموا مصر قبل حكام الأسرة الأولى مع مدد حكم كل ملك بالسنوات وأهم الأحداث والأعمال والإنجازات اللي تمت في كل سنة.

حالته ومكان تواجده

للأسف تحطم الحجر ده في وقت وسبب غير معلوم[2] وتشتتت أجزاءه المتبقية في متاحف العالم، والقطعة الأكبر والأهم منه موجودة في متحف پالرمو في صقلية بإيطاليا منذ ١٨٧٧ (وعليه اتسمى بحجر پالرمو).

وموجود في المتحف المصري مجموعة من ٤ قطع للحجر، والقطعة السادسة منه موجود في متحف جامعة لندن.

قطع من حجر بالرمو في متحف بالرمو بإيطاليا

أهميته التاريخية

يعتبر حجر پالرمو من أهم وأول مصدر من مصادر التاريخ المصري القديم[3]، فاحتوى مبتدئًا بالصف العلوي من اليمين إلى اليسار على أسماء الملوك اللي كانوا بيحكموا مصر، الدلتا والصعيد، وصوروا الملك بشخص جالس 𓀷 ومتوج بتاج إقليم الدلتا الشمالي الأحمر𓋔 أو تاج إقليم الصعيد الجنوبي الأبيض𓋑  وتم نقش بعض الملوك متوجين بتاج الاتحاد المزدوجو 𓋖 ده يخلينا نفهم إن مصر مرت قبل عصر الأسرة الأولى بفترات اتحاد لكنها كانت فترات غير طويلة ولا مستقرة. والكلام ده ذكرناه في مناسبة "يوم توحيد القطرين"[4]

نتيجة دراسة الحجر

بحسب البيانات والمعلومات المسجلة على الحجر، وبمقابلته مع مصدرين أثريين تانيين[5] نقدر نقول إن المصريين القدماء اعتقدوا إن الملوك قبل الأسرة الأولى كانوا عبارة عن أنصاف آلهة، وأطلقوا عليهم اسم «المبجلون - أتباع حورس»، وسبقهم ملوك اعتبرهم المصري القديم في مصاف الآلهة. وبنلاحظ بدخول عصر الأسرة الأولى ولحد نهاية عصر الأسرات إن اللقب التبجيلي للملك هو إنه ابن الآلهة

 

 الحواشي والمصادر


[1]  لا يعد حجر رشيد بالأهمية المصدرية للتاريخ المصري القديم لسببين هامين أولهما تأخر تسجيله تاريخيًا إذ تم نقشه في خلال العهد البطلمي بعد عصر الأسرات المصرية، وثانيهما وهو الأهم أنه تم تدوينه في حقبة من حقب مصر وهي ضعيفة وعلى يد أجانب غير مصريين في عهود حكام غير مصريين مما قد يعطي معلومات مضللة عن التاريخ المصري القديم المجيد. ولكنه مع ذلك يحمل أهمية خاصة في فك شفرات الكتابة المصرية القديمة بشكليها الهيروغليفي والديموطيقي بمقارنتهما مع اليونانية القديمة المسجلة على نفس الحجر.

 [2]  قد يكون التحطيم قد تم في فترة الحقبة المسيحية بعد ما تمكنت المسيحية وتحولت للتعصب في مواجهتها مع الوثنية، وذلك بحسب ما أشار غوستاف لو بون وقال: "أمر القيصر ثيودورز ٣٨٩م بهدم جميع تماثيل الآلهة المصرية القديمة ومعابدها وكل ما يذكر الناس بها" (وده لكون الحجر بيضفي صفات الألوهية للملوك فدمروه) ومذهبنا في الاعتقاد ده قايم على إن الحجر ظل سليمًا حتى بعد عصر المؤرخ مانيتون السمنودي واللي اعتمد عليه في تاريخه.

 [3]  يمكن جمع مصادر التاريخ المصري القديم في ٧ أقسام أولها حجر پالرمو ثم بردية تورين ثم تاريخ مانيتون وثبت الكرنك وثبت أبيدوس وثبت سقارة ونصوص الأنساب.

 [5] بردية تورين وتاريخ مانيتون.

 

ليست هناك تعليقات: