بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كانت لدينا معطيات حول عملية حسابية
بسيطة تحتاج حلًا كالتالية: 25+...=100 فإننا بكل تأكيد سنفطن
بسهولة إلى جزء الطرف المجهول فيها ونُكمّله.
وحين نطبق هذا المثال↑ على أرض الواقع في
مسألة النبوءات المتحققة فإننا نجد أمامنا مثلًا مجموعة أحاديث تصف الحالة (حالة
الأمة) وأخرى تصف الحل. فإذا كان لدينا (الحالة + .... =
النتيجة) فإننا وبدون كثير تفكير يجب أن نفطن إلى الطرف المجهول ليكون هو
الحل.
[ندخل في الموضوع]
[1] قال رسول الله ﷺ في وصف حالة المسلمين في
آخر الزمان: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل:
"ومن قلة نحن يومئذ؟!" قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء
السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»
فبهذا الحديث ومثيله يكون لدينا إذًا طرف أول وهو "الحالة".
▬ وإذ قد وقعت هذه الحالة وتحققت على أرض
الواقع المُعاصر منذ بداية الحملات الاستعمارية على أرض العرب والمسلمين التي
نستطيع أن نعد بدءها تدريجيًا منذ ما بعد حقبة الطرد من الأندلس حتى وصلت ذروتها الآن سواء بالاحتلالات
العسكرية أو بالغزوات الثقافية أو بالهيمنة الاقتصادية..؛ فيكون بذلك لدينا بهذا
التحقق نتيجة؛ ولكنها تبقى "نتيجة سلبية". بمعنى أننا لو اكتفينا بتلك
العملية الحسابية 25+...=100 على شكلها هذا لكانت هذه النتيجة الـ
«100» مجرد رقم سلبي لا معنى له بمفرده في هذه
المعادلة. بل تكون النتيجة ذات معنى ضار في حال الاكتفاء بها مع الحالة السيئة
الموصوفة في حديث الرسول كحدث الطرف "الاستعماري" الظاهر.
*<<فتصور مثلًا أن طبيب أخبرك بأن
حالتك ستسوء لأسباب كذا وكذا في وقت كذا؛ ثم حدث بالفعل ما قال وقد ساءت حالتك
بالفعل، فمن السلبية الضارة منك بل والمميتة أن تجلس وقد صدّقت الطبيب أن لا تبحث
عن حل يُنجيك، بل لا يكون الطبيب أمينًا إذا لم يُعطيك ويوجهك للحل والعلاج>>
← إذن، فتلك النتيجة يكون مقدور على مواجهتها
ويكون لها معنى واضح وإيجابي فقط حين يظهر الطرف الناقص والمفقود في المعادلة،
فهذا الطرف المفقود هو بعينه "الحل" للمعادلة.
↓↓↓
[2] وفي الحل يقول رسول الله ﷺ: «والذي نفسي بيده ليوشك
أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عادلًا وإمامًا مُقسطًا، يكسر الصليب، ويقتل الخنزير،
ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد» وبهذا الحديث ومثيله يكون
لدينا طرف كحل، خاصة وأن بمقاربة الحديثين، حديث تداعي الأمم وحديث نزول ابن مريم
نجد توافق لحد التطابق وتكون النتيجة هي القدرة على المواجهة بدلًا من القعود
بسلبية.
لتكون المعادلة كالتالي [الحالة + الحل = المواجهة الإيجابية].
▬ ولأن المقصود بالأمم والأَكَلَة هم الطرف الاستعماري (الأوربي المسيحي) فلذلك قال النبي محمد ﷺ عن الإمام المهدي أنه «يكسر الصليب» بمعنى تلك العقيدة الدافعة لهذه الطاقة العدوانية والاستعمارية التي أتت على البشرية وأذلتها.
▬ ولأن المقصود بالأمم والأَكَلَة هم الطرف الاستعماري (الأوربي المسيحي) فلذلك قال النبي محمد ﷺ عن الإمام المهدي أنه «يكسر الصليب» بمعنى تلك العقيدة الدافعة لهذه الطاقة العدوانية والاستعمارية التي أتت على البشرية وأذلتها.
▬ إذن فـ[تداعي الأمم علينا كتداع الأكَلة على قصعتها +
نزول ابن مريم حكمًا عدلًا.. = العمل الفعال
للوصول إلى النجاة الحقيقية] ولا يتحقق ذلك
إلا بشرط هو وجوب الالتحاق بحزب أو جماعة ابن مريم التي يكونها بأمر ووحي من ربه.
فمن لم يلتحق بهذا الحزب أو من لم يقر بمن ادعى كونه هو المسيح الموعود في هذا
الزمان الملتهب بالترصد والاستهداف للدين والأمة فهو لا يزال ينظر لتداعي الأمة
بلا شعور منه بوجود خطر فادح واقع وفداحته بالغة ظاهرة، أو أنه لا يعترف بحلول خطر
أصلًا يستدعي تدخل إلهي يصل إلى نزول ابن مريم ليفصل فيه..!
وبالتالي فمن ينكر كل ذلك، فهو ينكر أي تحقق
لأي من نبوءات الرسول الكريم ﷺ حول حال الأمة حتى الآن، بالرغم من وصف الرسول لهما
بأن كليهما وشيك الحدوث أي متقاربان.
:.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق