هناك كلمة واحدة ─من عديد من الآيات─ ذكرها الله تعالى في قرآنه العظيم تجعل المبدأ الأساسي للإلحاد في خبر كان، ألا وهي «بسم الله الرحمن الرحيم•.. الله الذي سخّر لكم..» كيف هذا؟! تعالوا لنرى↓
🔼🔽🔼🔽🔼
فإذا كان كل هذا الكون بداية من الانفجار العظيم وحتى الآن قد تهيأ بشدة وتنظم
سلفًا ليكون مناسبًا بدقة لوجودك أنت أيها الإنسان ولحياتك أنت، فلا بد أن يكون ذلك إثباتًا بأن هناك واجد
حي فاعل يعمل لمصلحتك من خلال كل ذلك.
:::
فمن المعروف عن الانفجارات عمومًا أنها تكون عشوائية وغير منظمة؛ وهكذا أيضًا كان الانفجار العظيم الأول الذي نشأ منه كوننا الحالي، لكن من
الواضح المرئي والمعاين أن ذلك الإنفجار العظيم نتج عنه نظام فلكي مُحكم ودقيق بشكل
مبالغ فيه، وليس عشوائيًا أبدًا، ولا يسعنا بعد ذلك الإحكام المُنظم بعد تلك العشوائية والفوضى.. لا يسعنا القول أنه ذات حركة ديناميكية ذاتية، لأنه لو كان
كذلك لتساءلنا كيف تكونت وتأسست هذه الديناميكة مع عشوائية وفوضوية ذلك الإنفجار؟! وكيف تجعل
هذه الديناميكية في النهاية من كوكبًا معينًا هو الأرض لتتكون فيه مقادير ومستويات
معينة محسوبة بدقة من الغازات المُعِينة لتساعد على وجود وحياة مخلوقات إنسانية ومخلوقات حيوانية ونباتية أخرى ضرورية لحياته أيضًا لا
يمكنها العيش إلا في وسط هذه النوعية المُقدّرة من الغازات وهذه الدرجة المُحددة من الضغط والجاذبية والحرارة وغيرها الكثير الكثير من العوامل والمقومات النوعية والكمية ومن المقادير المُقدرة والمحسوبة بعناية لها..؟
فذلك كله وأكثر مما لم نذكره تم إجماله في آية «الله الذي سخّر لكم..».
فذلك كله وأكثر مما لم نذكره تم إجماله في آية «الله الذي سخّر لكم..».
إنك حينما تدخل غرفة فندق وتجد كل ما فيها يناسبك سواء ثياب على مقاسك تمامًا
وتوافق ذوقك جدًا تملأ خزانة الدولاب، وتجد طعامك الذي تحبه وتفضله وكل الحاجيات
الأخرى الضرورية وغير الضرورية (الأساسيات والرفاهيات) وضعت وتوفرت في هذه الغرفة سلفًا قبل أن تصل أنت بفترة؛ ولم يكن لك أنت لا رأي ولا يد ولا أي اختيار في وضعها ولا تحديدها غير أنها وافقت مزاجك ومتطلباتك وأعجبتك بشدة وبشكل كامل حتى صار من العسير التفكير في أنها لربما تكون لآخرين.. وعلى الرغم من أنك ليس لك إرادة في إيجاد كل هذه المُتع، إلا أنه أصبح متاح لك بلا أي محظورية
استخدامها كلها، حتى أنه يتكون في داخلك شعور تلقائي بلسان الحال بالرضا والشكر على هذا التجهيز المناسب. فهل من شك ممكن أن يتكون بداخلك بعد كل هذا أن مثل هذه الغرفة ربما لم تكن في الواقع قد جُهّزت وهُيئت بقصدٍ سابق لك أنت خصيصًا وبدلًا عن هذا تذهب للقول أن كل ذلك إنما حدث بمحض الصدفة؟!
ينبغي عليك أن تدحض ذلك بمعقولية بسيطة كي يقبلها من تريد أن يقبلها.
فإن لم يكن شك في ذلك فطبّقه إذن على هذا الكون الفسيح واعلم أنه تم تسخيره/ تجهيزه سلفًا من أجلك أنت؛ بدليل القول: «الله الذي سخّر لكم..» الذي صار لزامًا اعتباره دليلًا عقليًا على وجود الله الواجد وقيوميته، وليست مجرد كلمات ادعائية.
ينبغي عليك أن تدحض ذلك بمعقولية بسيطة كي يقبلها من تريد أن يقبلها.
فإن لم يكن شك في ذلك فطبّقه إذن على هذا الكون الفسيح واعلم أنه تم تسخيره/ تجهيزه سلفًا من أجلك أنت؛ بدليل القول: «الله الذي سخّر لكم..» الذي صار لزامًا اعتباره دليلًا عقليًا على وجود الله الواجد وقيوميته، وليست مجرد كلمات ادعائية.
🔺🔻🔺🔻🔺🔻🔺
وكذلك فإنه هكذا الكون، والأرض من ضمنها؛ فلقد تجهزت سلفًا لاستقبالك أنت. وأن
كل ما فيها من وجودك، ومن قبلك مخلوقات تُمتّعك بوجودك، ومن قبلها مكونات
تساعدك على وجودك، وقبل كل ذلك، نية مسبقة لإيجاد كل هذا.. أفبعد كل هذا
تدّعي إنما حدث هذا المجموع الكلي بمحض الصدفة!؟ فهل يُعقل بعد كل ذلك
التجهيز والترتيب والتوفيق والتقدير أن يُقال أنه كان جراء محض صدفة ديناميكة؟ هذا لا يُعقل لمن يُفكر. إنَّ الصواب في ذلك هو أن هناك
في الواقع من يرعى مصالحك ويجهز لك ويُرتب من قبل أن توجد أنت بآلاف آلاف السنين كل ما يُهيء لك ولوجودك الوجود
السلس ولبقاءك، لتتفرغ أنت فقط للاستمتاع، ولكن بحكمة، بحيث لا تُفسد ما قد جُهّز لك، ثم تأتِ
بعد إفسادك بفجاجة غير لائقة لا تُعبر إلا عن غباء محض أو جحود يجعلك تتغافل عن كونه هو الذي سخّر لك، لتقول: تبًا لقد ظلمني واجدي بإيجادي..■
:.
:.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق