الجمع الأول في عهد النبي ﷺ
:
🔺 توفي النبي ﷺ والقرآن مجموع ومُرتب بترتيبه الحالي، نعم، فإن ترتيب
السور الحالي توقيفي بناء على وحي موحى به من الله عز وجل مصداقًا لقوله: «إنّا
علينا جمعه وقرآنه..» والأحاديث النبوية ذكرت ذلك بوضوح فقد قال ﷺ أن جبريل كان
يعارضه القرآن كل سنة مرة وأنه عارضه العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي. فإن لم
يكن الأمر كذلك لكان الصحابة اكتفوا بوضع كل آية بحسب ترتيب نزولها، لكن ذلك لم
يحدث بدليل أن آية الربا وهي من آخر ما نزل من القرآن لم توضع في آخر المُصحف، كما
لم توضع سورة العلق في أوله!
← وخلاصة هذا الموضوع ─في أن الرسول أول من جمع القرآن بحسب إمكانيات
زمنه─ يقول أنس رضي الله عنه وهو مِن أوثق مَن روى عن رسول الله ﷺ: «جَمَعَ القرآن
على عهد النبي ﷺ أربعة، كلهم من الأنصار..» وذكر أسمائهم، وهم:ـ
[1] أُبي بن كعب [2] معاذ بن جبل [3] زيد بن ثابت [4] ورجل من الأنصار يُكنى
بأبي زيد
في عهد الخليفة الراشد الأول أبي بكر الصديق
:
🔻🔺 ثم كان جمعٌ ثاني بعد وفاة الرسول في عهد أبي بكر الصديق ─بناء على
الجمع الأول─ كان غايته استبدال ما يُفقد ما في صدور الرجال ─جراء استشهاد كثير
منهم في الحروب والغزوات─ بالتوثيق المكتوب.
← انتقل هذا المجموع الموثق بعد أن كان مسجلًا على العُسب والرقاع
واللخاف وفي صدور الرجال مُرتبًا، ليُسجل في صحف مجموعة بحسب الترتيب التوقيفي↑
انتقل من عند أبي بكر رضي الله عنه بعد وفاته إلى عُمر رضي الله عنه ومن بعد عمر
بعد وفاته صار عند حفصة بنت عمر.
في عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان ابن عفان
:
🔻🔺🔻 ثم جاء عصر عثمان رضي الله عنه؛ وكانت الغزوات والفتوحات قد تخطت
الجزيرة العربية إلى خارجها حيث اللسان الأعجمي، فجاء أحد الصحابة هو حذيفة بن
اليمان وقال لعثمان ─بعد أن رأى اختلاف الألسن في قراءة القرآن اختلافًا شنيعًا─:
«أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى». فأرسل عثمان
إلى حفصة يطلب الصحف المحفوظة عندها لينسخها، وقام بالنسخ أربعة من الصحابة واحد
منهم كان من الحاضرين في الجمع الأول↑↑ الذي قام به رسول الله ﷺ هو زيد بن ثابت رضي الله عنه؛ فجمعت الصُحف في مصاحف موحدة وأرسلت إلى
البلدان وأُمر بما سوى ذلك ليُحرق.
🔼🔽🔼🔽🔼🔽🔼
:
يعلم الجميع أن القرآن نزل باللغة العربية، ولمن لا يعلم فإن الحروف
الهجائية لهذه اللغة كانت خالية تقريبًا من النقاط، وكان العرب جديرين بفهم
كلماتها تمامًا فهي لغتهم القومية والشعبية أيضًا.
وبخصوص التنقيط والتشكيل المُضاف فإنه كان كتحصيل حاصل، إذ قد حُفظ القرآن
سلفًا بالتواتر التام منذ صدر الإسلام وقد جاء التنقيط سريعًا بعد وفاة الرسول ﷺ فلم ينتصف
القرن الأول لظهور الإسلام حتى أصبحت الهجائية مميزة بنقاط تُيسر على غير العرب
معرفة الحروف والتمييز بين متشابهاتها، فما كانت النقاط إلا لزوم تبيان الحرف
للأعاجم. أما العرب فيستطيعون بسهولة فتح المصحف وإدراك الكلمات حتى بدون نقاط
وسيفهمون المكتوب رغم ذلك. حيث كانت اللغة العربية تقرأ بالسليقة وتكتب
بدون تنقيط.
فإن التنقيط والتشكيل ─أي إضافة الحركات─ فيما بعد (أي بعد اعتماد النص كما تنزل) كانتا
إعانة لآخرين من غير العرب، وكانت كتطور ضروري لمواكبة حالة دخول العجم في دائرة
الاسلام.
ويستطيع أي عربي إدراك معنى نص كامل بدون نقاط بل وحتى بدون حركات وذلك بربط السياق هذه الصورة بالأسفل هي تطبيق عملي على سهولة قراءة العرب للحروف بدون
نقط ورغم ذلك يحصل الفهم للكلمات والجمل حسب السياق للعاقلين. وبالإمكان تطبيق ذلك على أي آيات او سور قرآنية.
🔼🔽🔼🔽🔼🔽🔼
الشعر ديوان العرب
:
وللذين يقولون أن التنقيط قد غيّر
من معنى القرآن فنقول: لقد وصل كل الشعر العربي الجاهلي ومنه شعر المعلقات العظيمة
الشهيرة وقد كانت من قبل القرآن ومنه ما عاصره ولم تكن كل هذه القصائد وأبياتها المعدودة بالألوف لم تكن منقوطة ولا مشكولة أيضًا ولكنها وصلت إلينا بانضباط
كبير وتام كما نرى.. أفلا يكون ذلك الحفظ والاعتناء بالدنيويات أولى أن يوجّه لكتاب يستحوذ على المكانة
العليا عند أهله فضلًا عن وعد الله الحفظ بخصوصة؟!
فإن كان المشككين لا يتدبرون ذلك فليتدبروا الواقع على الأقل.
:.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق