الأحد، 6 أغسطس 2023

الحقيقة المرة، يسوع لم يغفر لأحد ولا مرة. ثلاثة أجزاء شاملة لموضوع المغفرة

دائمًا ما يحتج المسيحيين من أجل إثبات ألوهية المسيح بحجةٍ هي أن كتابهم ذكر عنه أنه يغفر الخطايا. وفي هذا الموضوع (بأجزاءه) سنحصر كل الشواهد الكتابية، من العهد الجديد، حول المغفرة. والسؤال محور هذا الموضوع هو: «هل غفر يسوع لأحد؟» يعني وبصياغة أوضح على طريقة المعارضة التقليدية الكلاسيكية عندما يُطلب نص يقول يسوع فيه (أنا الله فاعبدوني) ففي موضوعنا هذا نسأل، هل قال يسوع في مرة (لقد غفرت لك)؟؟!

       تعالوا نشوف..

الشاهد الأبرز (متى ٩/ ٢)

يعد الشاهد الأبرز في هذه القضية هو ما ذكره القديس متى فقال: «وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحاً عَلَى فِرَاشٍ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: "ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ"». [أطراف هذا الشاهد مر ٢/ ٥، لو ٥/ ٢٠]

فللأسف، لا يفهم أخوتنا المسيحيون نصوصهم كما ينبغي على الوجه اللائق بالإيمان، لذا دعونا نوضح لهم لعلنا نُهدَى ويهتدوا..

فمبدئيًا لم يقدم يسوع أي مغفرة هنا في هذا الموقف، إنما كما هو واضح جدا، أنه أعلن عن أمر موجود سلفًا، "مفعول.." مغفور أصلًا. ولهذا نجده قال: «ثق» لأن أمر المغفرة كان قد حصل فعلًا وكان مفروغ منه أصلًا. وما كان يسوع إلا معلنًا ومبينًا وجود هذه المغفرة.

وهذا الأمر تمامًا كالفرق بين الاكتشاف والاختراع، فالمخترع يقدم شيء لم يكن موجدًا قبل اختراعه؛ أما المكتشف فهو يبين فقط ما لم يكن معلومًا ولكنه كان موجودًا سلفا. وهكذا حصل، فيسوع لم يقدم شيء من عنده، بل بيَّن ما قد كُشف له.

ولكن كيف علم يسوع بأن هذا الشخص مغفورة خطاياه؟!

هذا سؤال وجيه، وله جانبين لجوابه، أولهما أنه شخص مبعوث من الله، ويعلِمه الله ببعض الأمور الغيبية الماضية أو المستقبلية، فالله وحده هو «عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ فَلَا یُظۡهِرُ عَلَىٰ غَیۡبِهِۦۤ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولࣲ فَإِنَّهُۥ یَسۡلُكُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدࣰا»

أما الجانب الثاني في كيفية معرفة يسوع لحصول هذه المغفرة، الحاصلة سلفًا، فهي مدونة في النص نفسه إذ ورد فيه وجود (مؤمنين) (ومرضى)، ولو تأملنا الحديث النبوي القائل: «ما مِن سَقمٍ ولا وجَعٍ يُصيبُ المؤمنَ إلّا كان كفّارةً لذنبِه حتّى الشَّوكةُ يُشاكُها والنَّكبةُ يُنكَبُها» إذن فالمغفرة التي تكلم عنها يسوع بأنها متحققة قد حصلت بسبب توفر عنصري الإيمان والمرض، فالمرض كفارة للمؤمن التقي.

شاهد آخر (لوقا ٧/ ٤٨)

حين قال يسوع للمرأة الخاطئة: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ» فخلفية هذا الشاهد فيه أمور عجيبة، فهو يشير إلى أن سمعان بطرس هو الشخص الفريسي الذي ارتاب في نبوته (لاحظوا أنه شك في أمر النبوة ليسوع، ما يعني أن فكرة الألوهية لم تكن واردة أصلًا).

أما المرأة الخاطئة النادمة فقال يسوع لسمعان عنها: «قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ»، وانتبهوا أعزائي إلى كلمة "غُفِرَتْ" فإنها مضمومة الحرف الأول، الغين، وهذا يعني أن ليس يسوع هو الغافر ومصدر المغفرة، ولكنه أيضًا، كما رأينا مع الشاهد السابق، ما هو إلا معلنًا لها فقط. وإلا لو كان هو المصدر لقال (غَفرتُ...) بفتح الغين وضم التاء، يعني أنا الذي غفرت، ولكنه لم يغفر.

ثم أعاد يسوع ترداد صيغة الشاهد السابق «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ»، وذلك أيضًا بناء على كلمات أو أحوال تأسيسية لهذه المغفرة الحاصلة، وقد علِمها يسوع بواسطة الطرق التي ذكرناها أعلاه، وهذه الأحوال التأسيسية للمغفرة هي التوبة والندم المُعبر عنهما في الآية بالدموع، والحب المعبر عنه بالبذل والخدمة، والإيمان وهو ناتج تلاقي التوبة مع الحب. ومن هنا حصلت المرأة على المغفرة من رب السماوات وأعلنها لها يسوع إذ قال: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ»، ويقول الله مجملًا هذه الأحوال في آية قرآنية بليغة: «قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ» آل عمران ٣٢ يعني أن غاية الحصول على المغفرة من الله معلقة بحب العبد لله، وقد أوقف الله حبه على حب مبعوثه. فالله هو مصدر الغفران ومانحه، ومبعوثه هو معلنه فقط.. أما بدون اتباع وحب هذا المبعوث من الله فلا تنتظر شيئًا منه تعالى.

   *((لن نعلق على طبيعة العلاقة بين هذه المرأة ويسوع في هذا الموضوع تجنبًا للتشعب الموضوعي))

في الاعتقاد المسيحي –غير الكتابي– فإن الخطية الأولى لم تُغفر إلا بموت يسوع صلبًا على الخشبة، فداءً للبشرية منها..

ولكن وبحسب الكتاب فإننا..

إذا طلبنا من الله المغفرة فهو "يغفر"

إذ يؤيد الإنجيل القاعدة الإلهية «ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ» غافر ٦١، و«ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارࣰا» نوح ١١، فيقول: «اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ» مت ٧/ ٧

فنجد أن يسوع يحث أتباعه على التحلي بالمغفرة، بل يضع حدًا للمفهوم الخاطئ عند المسيحيين عن الخطية الأولى (التي يعتقدون أن الله لم يغفرها في زمنها)، فيقول في تعليم الصلاة الربانية: «وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا» متى ٦/ ١٢، فإذا كانت الخطية الأولى قد حصلت في حق الله –كما يعتقد المسيحيين– أفليست هذه الصلاة دعوة إلى الله بأن يغفرها كما نغفر نحن البشر للذين أخطأوا في حقنا؟!

إن يسوع هنا بيَّن عدم وجود أثر للخطية الأصلية، لأنها قد انقضت وغُفِرت باستغفار آدم وقتها؛ فالله عز وجل غفرها بناء على صفته التي بينها يسوع من خلال هذا الشاهد مت ٦/ ١٢ وأطرافه مر ١١/ ٢٥، لو ١١/ ٤. فكأنه يقول (يا غافر الذنب، حتى وإن كان في حقك، اغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر للمذنبين في حقنا). فهكذا «ٱللَّهَ یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِیعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ» الزمر ٥٤

إذن فالأمر واضح، فلا يمكن أن يكون الخلق أكثر غفرانًا من الله خالقهم.

فإذا أخطأ إلي أخي –فبحسب الكتاب (لو ١٧/ ٣-٤)– عليَّ أن أغفر له، أفلا يكون حريًا بي أن أغفر للأصغر مني وأعلمه؟؟

أم ترون أنه واجب علي أن أستدعي من يضاهيني من أقاربه حتى أقتص منه لنفسي!؟ اعلموا أن هذا ليس تعليمًا كتابيًا.

مغفرة الله الواسعة وتعليم المسيح

وفي الشاهد السابق علمنا أنه لا يجوز أن تكون مغفرة الخلق أكبر من مغفرة الخالق، بل العكس، فإن مغفرة الله لجميع خلقه ولجميع الذنوب هي أكبر وأشمل من مغفرة الناس لبعضهم البعض.

فلا يجوز أن يكون الناس أفضل من الله في المنح والإنعام، فالله هو خالقهم، وهو الأعلم بهم فقال: «إِنَّ رَبَّكَ وَ ٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ هُوَ أَعۡلَمُ بِكُمۡ إِذۡ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَإِذۡ أَنتُمۡ أَجِنَّةࣱ فِی بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمۡۖ» النجم ٣٣، وهو تعالى الذي يُفضي على خلقه من صفاته ليكون لهم مثلًا.

وفي ذلك سأل بطرس تلميذ المسيح قائلًا: «كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ"» مت ١٨/ ٢١-٢٢، لو ١٧/ ٤ يعني مغفرة دائمة غير منقطعة، فإذا كان يسوع (بزعم ألوهيته) قد ناقض نفسه، في هذا التعليم، ولم يغفر الخطية الأولى، وهو بالفعل لم يغفر لأن الذنب لا يخصه (لأنه بشر فقط)، أفلا يكون أولى بالله عز وجل هذه المغفرة الواسعة التي علّمها يسوع وهو مرسل منه!؟ نعم، وهذا ماحصل..

تعليم كتابي واضح في مغفرة الله للخطية الأولى

فقد ذكر يسوع مثَل الملِك الذي يحاسب عبيده (مت ١٨/ ٢٣-٣٥) إذ قد «تَحَنَّنَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْعَبْدِ [غير القادر على إيفاء الدَين للملك] فَأَطْلَقَهُ [الملك] وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ» فقال يسوع في ختامه: «فَهَكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ...»

فها هو الدَّيْنَ/ الذنب، كان في حق الملك/ الله، وها هو الملك/ الله يطلق/ أي يغفر للعبد، ويترك أيضًا له الدَّيْنَ/ أي ينعم عليه. وهذا هو ملكوت السماوت، كما قدمه يسوع لتلاميذه، وكما قدمه الكتاب الذي بين أيدينا.. فالخطايا فيه مغفورة عند الله لمن ندم وتاب، بما فيها خطأ آدم الاول، وقد غُفر في زمنه. حتى ولو كان هذا الخطأ في حق الله ذاته، فكما نرى، الله بذاته أمر بهذا التعليم الذي قدمه يسوع. فدعونا يا أعزائي لا نكون ملكيين أكثر من الملك. إذ لا نرحم ولا نترك رحماته تتنزل. فلا تخترعوا عقائد غير كتابية ثم تقولوا هي من عند الله.

عندما قال الله تعالى في القرآن الكريم «وَمَن یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ» آل عمران ١٣٦ استنتج المسيحيين من ذلك عقيدة الألوهية ليسوع بناء على "إعلانه" مغفورية بعض الخطايا، وقد وضحنا في الجزئين السابقين هذا الأمر بشواهده الكتابية، إنه أعلن فقط ولم يمنح، ولكن مع ذلك استمر المسيحيين في اعتقادهم الباطل بأن يسوع يغفر الخطايا!

في حين أن القرآن الكريم يعلن بوضوح كذلك «إِنَّ ٱللَّهَ یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِیعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ» الزمر ٤٥، لذا فإن لم تتحقق في كيان ما القدرة الكاملة والتامة على مغفرة جميع الخطايا والذنوب حتى الأصلية منها فلا يكون له استحقاق العبادة ولا يُتصور فيه مقام الألوهية.

شهادات يسوع عن نفسه بأنه لا يغفر

لقد التزم يسوع المسيح طوال حياته باحترام حدوده مع الله، فلم يجسر على التعدي على ما ليس له أن يفعله، إلا ما أعطاه الله إياه، فهو نفسه قال بوضوح في هذا الشأن: «لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» مت ٩/ ٦ وهذا معناه أنه دُفع إليه هذا السلطان من الله، إذ ليست هذه المغفرة مقدرته الذاتية، إنما هي سلطان، أي إذن، مدفوع إليه من الله. ودليل ذلك ثلاثة أمور في هذا الشاهد، وأطرافه مر٢/ ١٠، لو ٥/ ٢٤، وهذه الأمور هي:-

 أولًا/ "لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً" أي مدفوع إليه إذن من الله وأُعطيَ صلاحية بالتصرف في بعض الأمور، كما قال هو نفسه ذلك: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ» يو ١٧/ ١-٢، إذن، فالسلطان هو الإذن الممنوح ليسوع من الله، وبدون هذا الاذن فلا يستطيع يسوع فعل شيء بتاتًا.

 ثانيًا/ كما أن هذه الصلاحية وهذا الإذن لم يكن عامًا ولا شاملًا للمكان أو الزمان، بل كان محدودًا بفترة ومكانًا معينين، إذ قال: "سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ" وليس في السماء مثلًا، (على افتراض كونه حيًا فيها)، ولا في الجحيم، (على افتراض أنه دخلها بعد الصليب).. فكل ذلك غير وارد، فالإذن الممنوح له بالمغفرة إذن تنتهي صلاحيته عند انتقاله من الارض، ومع وجوده على الأرض تبقى هذه الصلاحية محدودة تمامًا أيضًا.

ولعل الشاهد القاضي بصحة ادعاءنا هذا هو قول يسوع بنفسه: «مَنْ أَنْكَرَنِي قُدَّامَ النَّاسِ يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ» لو ١٢/ ٩-١٠ إذن وبحسب هذا الإقرار فغاية المغفرة التي يمكن أن يمنحها يسوع هو فيما يخصه فحسب، أما من سواه فلا سلطان له أن يغفر ذنب في حقٍ ليس له.

 ثالثًا/ لا يعتقد المسيحيين بمغفرة الخطية الأولى قبل الصليب، مع أن يسوع قال: «لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» فيُفهم من ذلك أن هذا الإذن الإلهي الممنوح ليسوع، ليغفر على الأرض، إنما هو جزئي ومُحدد ومحصور في نوع من الخطايا الصغيرة والعابرة، كما يغفر الواحد منا لأخيه.

وهنا وفي شاهد مزدوج يقول يسوع وهو على الصليب: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» لو ٢٣/ ٣٤ فهو من ناحية ليس له سلطان المغفرة لهؤلاء الذين دعا لهم بالمغفرة حينئذ، مع أن الأمر يخصه! فهو الذي يُعذب، ولكنه مع ذلك طلب من الله المغفرة لهم لجهلهم.

وهذا هو دأب الأنبياء جميعًا مع قومهم، مهما آذوهم، فإنهم يستغفرون لهم.. قال الله: «ٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ أَوۡ لَا تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ إِن تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ سَبۡعِینَ مَرَّةࣰ فَلَن یَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ ذَ ٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَفَرُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ» (التوبة ٨١) فقال النبي ﷺ: «لوْ أعلَمُ أنِّي لوْ زِدتُ على السبعينَ غُفِرَ لهُ لزِدْتُ».

فهذا عين ما حصل مع يسوع، أنه "استغفر" لقومه، أي طلب لهم المغفرة من الله، وذلك فيما يتعلق بجوهر رسالته (لو ٢٣/ ٣٤).. أما فيما يتعلق بنفسه فكان له أن يغفر وقد غفر، أما ما كان متعلقًا بغيره سواء كان هذا الغير إنسان آخر، أو ملاك أو الله عز وجل فلم يكن له الحق في أن يغفر ذلك أبدًا (لو ١٢/ ٩-١٠).


ليست هناك تعليقات: