الأربعاء، 16 أغسطس 2023

『ثامار، راحاب، راعوث، بثشبع』

 ✦✦✦

هناك أربعة نساء زانيات في سلسة نسب يسوع الإنجيلي مع أربعة رجال أيضًا موجودين في نفس سلسلة النسب. يقول المسيحيين عن هؤلاء النساء أنهن تمثلن أربع جهات للعالم كرمز لدخول وقبول أمم العالم فيما يسمونه (المملكة المسيانية)

وعلى ذلك فلدينا ملاحظتين إحداهما هامة وهما:

】♦ (1) الاتجاهات غير كاملة، والأمم غير شاملة

فحينما نراجع مواطن هؤلاء النسوة نجدهم كالتالي:

 الشمال، الحثيين، بثشبع زوجة أوريا الحثي، زنا بها داود بحسب الكتاب المقدس وأنجب سليمان.

 الجنوب، الكنعانيين، ثامار، زنا بها يهوذا بن يعقوب.

 الشرق، الموآبيين، راحاب، من أريحا زنا بها سلمون.

وراعوث الموآبية زنا بها بوعز وأنجب منها عوبيد جد الملك داود.

 الغرب ؟؟؟ ×××

فأولًا، هذه الجهات ليست أربعة، كما أن هذه الأقوام لا تعبر عن كل الأمم الموجودة وقتها. وحتى لو كانت الجهات أربعة، فالجهات الأربعة الأصلية لا تعبر عن شمول كل العالم، بل هناك جهات فرعية كذلك لتغطية كافة العالم.

وثانيًا، إذا قبلنا بأن هذه الأقوام داخلة في (المملكة المسيانية) فلا بد أن نعترف أنها مقتصرة عليها ولا تتعداها لأمم أخرى. فلم نجد فرصة لأقوام كثيرة أخرى، كانت موجودة، ليكون لها مكان في هذا النسب الملوث!

(2) ♦الملاحظة الهامة

نحن نستغرب، لماذا لا تكون الرمزية الإلهية لإدخال الأمم إلى (المملكة الميسانية) بالأساليب المطهرة كالمصاهرة مثلًا، يعني بالزواج والزيجات! فلما الإصرار على تلويث كل سبل الله واعتبار أن السبيل القذر والخاطئ هو السبيل الوحيد للخلاص؟! هل هذا هو اختيار وتدبير الله؟! كلا وحاشا.. بل هو سبيل الشيطان الذي ذكر الله قسمه ضد عباده: «لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَاطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِیم».

إن الملوك الدنيويين بذلك ليكونون أشرف وأطهر من هذا السلوك القذر، إذ يطلبون زواج المصاهرة لتوطيد العلاقات بين الأمم والشعوب وبهدف اتحاد الممالك والتغلب على الأشرار.

】♦إخضاع الأمم للخلاص†【

فإذا قيل أن هذا الأسلوب (الزنا) كان بهدف "إخضاع" هذه الأقوام الأممية لسلطان (المملكة المسيانية) بغرض الخلاص، فالحق أن ذلك هو عين "الإخضاع ذلًا". وإنما الخضوع بالرضا فيكون بالطبيعة من الزوجة لزوجها أليس كذلك؟!

وإذا كان كل هذا المسلسل الترقيعي الترميزي بهدف الإخضاع، فلماذا لم تعم كفارة الخطية الأصلية أيضًا على جميع الأقوام لخلاصهم بناء على هذا الخضوع السالف للكل؟؟ أليس كما تظنون أن كل العالم قد خضع بناء على هذا النسب، فلماذا صار الخلاص مشروطًا؟! وما فائدة الإخضاع إذن!

ثم كيف يكون هذا كله وقد سبق وقيل: «لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ» تيجي ازاي؟! أم أنهم حال وقت الزنا لم يقصدوا الإنجاب؟؟؟!!!

】♦قبول الخطاة†【

وإذا قيل –كما يقال– إن هذا الترميز ليكون رجاء لكل مخطئ أنه له مكان في جماعة الرب فلا يأس، فكيف وقد قال الرب لكم في شريعته "لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ"؟! أم أن الرب الذي أقر هذا القرار كان غاضبًا حينها فأقر بالخطأ ثم لما هدأ تراجع وأقر بالصواب؟!

وكيف تساوون بين الخطايا وقد عين ربكم منها ما يمنع لدخول جماعته؟!

ألا ترون أن مثل هذا التبرير قد يزيد عند الخطاة استساغة ارتكاب الخطايا، إذ يعتقدون أن لهم مكان مضمون في جماعة الرب مهما أحدثوا؟!

】♦إقامة نسل†【

ثم يأتي التبرير الأخير لهذا النسب الملوث بالزنا، فيقولون بأنه كان بهدف إقامة نسل وليس بغرض المتعة والشهوة!! وهذا تلقائيًا يرجعنا لموضوع الزواج، ونسأل على أساسه.. هي العلاقات الطاهرة مزعلاكم في حاجة يا اخوانا؟؟ اومال فيه إيه بس!! ما لكم واخدين السكة شِمال على الطوالي كده ليه؟؟

〗□سؤال الخلاصة

لماذا يمرر الإله خطة خلاصه في أنبوب قذر ويسلك مشيئته في مسالك ملتوية؟


لا تزن، هنري دي تريكيتي، 1837. لوحة نقش من البرونز على باب مادلين، باريس

 

ليست هناك تعليقات: