الأربعاء، 14 يونيو 2023

الجانب اليهودي في حياة يسوع المسيح، وحصر دعوته لليهود

 كتبت صفحة كنيسة مسيحية باسم "المسيحيون الأحرار נוצרים ליברלים " الموضوع التالي بعنوان «الجانب اليهودي في حياة يسوع المسيح»

١_            يسوع المسيح (يهودي الأصل)

٢_            يسوع يمارس الديانة اليهودية

في الموعظة على الجبل (متى ٥-٧)، أكَّد يسوع مراراً سلطان التوراة والأنبياء (متى ٥/ ١٧)، حتى في ملكوت السموات (متى ٥/ ١٩-٢٠). كان يذهب إلى المجمع بإنتظام (لوقا ٤/ ١٦) وكان اليهود في يومه يحترمون تعليمه (لوقا ٤/ ١٥). كان يعلّم في هيكل اليهود في أورشليم (لوقا ٢١/ ٣٧) ولو لم يكن يهودياً لكان دخوله إلى ذلك الجزء من الهيكل غير مسموحاً بالمرة (أعمال الرسل ٢١/ ٢٨-٣٠).

أظهر يسوع علامات خارجية أيضاً على إلتزامه كيهودي. لقد وضع هدباً لثوبه (لوقا ٨/ ٤٣؛ متى ١٤/ ٣٦) كتذكار للوصايا (عدد ١٥/ ٣٧-٣٩). لقد احتفل بالفصح (يوحنا ٢/ ١٣) وصعد إلى أورشليم (تثنية ١٦/ ١٦) في هذا العيد اليهودي المهم. وإحتفل بعيد المظال (يوحنا ٧/ ٢-١٠) وصعد إلى أورشليم (يوحنا ١٠/ ٢٢) كما هو مطلوب في التوراة. كما حفظ عيد التجديد (يوحنا ١٠/ ٢٢) وفي الغالب أيضاً عيد رأس السنة، أي عيد الأبواق (يوحنا ٥/ ١)، وصعد إلى أورشليم في كلتا المناسبتين رغم أن هذا لم يكن مطلوباً حسب التوراة. من الواضح أن يسوع كان يرى نفسه كيهودي (يوحنا ٤/ ٢٢) وكملك لليهود (مرقس ١٥/ ٢). من وقت ميلاده وحتى عشاء الفصح الأخير (لوقا ٢٢/ ١٤-١٥) عاش يسوع كيهودي ملتزم.

🕎🕎🕎

 وكان تعليقنا عليه كالتالي:

وكون أن المسيح يهوديًا ملتزما بالوصايا والناموس الموسوي فقد انحصر تبشيره لليهود فقط كما قال بنفسه: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ» وقرر على تلاميذه: «اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ»

الحظيرة الأخرى

فإذا احتج أحدهم بالآية: «وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هَذِهِ الْحَظِيرَةِ يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضاً فَتَسْمَعُ صَوْتِي وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ» على أنها تقصد بقية الناس من غير اليهود فهي عندما نقف على خلفية الماضي اليهودي، أقصد أيام السبي، ونعرف أن ليس كل الأسباط اليهودية رجعوا من أرض السبي، بل بقي معظمهم هناك وعاشوا واستقروا... فبذلك فالآية تقصد حظيرة لبيت إسرائيل أخرى غير الحظيرة المعهودة في أرض فلسطين، وهي حظيرة يهود الشتات الذين هم النسبة الأكبر من اليهود في العالم آنذاك حيث عاد إلى أرض اليهودية بعد انفكاك قيد السبي سبطين فقط وبقي في أرض المشرق عشرة أسباط وهناك كانت الإرسالية الكبرى لحضرة المسيح.

ولعل الذين سميناهم بالمجوس وقت ميلاد السيد المسيح هم من أولئك اليهود في أرض الشتات الذين كانوا ينتظرون على رجاء كذلك ظهور المسيح المخلص. إذن فهذه الآية لم تخرج عن اليهود أيضًا.

وبخصوص اليهود الباقين في أرض الشتات فهؤلاء وإن كان فيهم خلاف تاريخي على المستوى الاكاديمي الأنثروبولوجي، ولكن على صعيد الكتاب المقدس وتاريخ اليهود فلا يمكن إنكار هذه الحقيقة.

── وعند مطالعة هذه الحلقة (وهي من برنامج مسيحي في قناة مسيحية) حول هذا الموضوع، بداية من الدقيقة ١٦ سيظهر لكم بقاء أمم يهودية مخلِصة في أرض السبي وما حولها بعد انفكاك السبي، وقد عاد من السبي عدد ضئيل جدا من مجموع بيت إسرائيل.

الحلقة:

نظرة عامة على الكتاب المقدس (٩) - النظرة العامة على العهد القديم: عصر الأنبياء – الرجوع من السبي

المقصود بالأمم

وإذا احتج أخرون بالآية: «فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ..» على كون المسيح مبعوث لجميع الناس فإننا يجب ان نعلم يقينًا وهذا اليقين مبني على حقائق أكاديمية مسيحية أن كلمة الأمم لا يراد بها الوثنيين فقط، بل تدل على اليهود أيضًا، وهذا ما تشير إليه بوضوح التعليقات على الكتاب المقدس النسخة اليسوعية على نفس هذه الآية.

غلاف الكتاب المقدس النسخة اليسوعية

فلنعلم جميعًا أن في إنجيل متى خاصة، لا تدل كلمة "الأمم" إلا على اليهود حصرًا. وهذا ما قصده حضرة القديس متى في كل لفظ "الأمم" حين ذكره.

── وقد ذكر شاهدًا على ذلك قول حضرة السيد المسيح: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ» يعني أن المسيح الناصري كيهودي فهو محصور بدعوته في بيت إسرائيل بجميع أسباطه فقط.

(الخليقة كلها)!

أما إذا جاء الاحتجاج بالآية: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا» [مرقس ١٦/ ١٥] فلا ننسى دائمًا أن الأعداد من ٩ إلى ٢٠ من الإصحاح ١٦ من إنجيل مرقس هي مضافة في الأساس على النص الأصلي لمخطوطات حديثة للإنجيل. فلم تظهر إلا بعد القرن الرابع.


 

ليست هناك تعليقات: