ما معنى الحديث «جُعِلَ رزقِي تحتَ ظلِّ رمحِي»؟ وهل كما هو واضح أن الإسلام يحث على الاعتداء والسلب؟!
لقد ورد في كتاب "فقه المسيح" صفحة ١١١ أن قطع الصلاة عند دعوة الرسول واجب. فإذا ناداني الرسول وأنا أصلي فقلت في نفسي إن الصلاة أوجب من تلبية نداء الرسول، فأصلي ثم أذهب إليه.. فقد أثمت، إذ أن في هذه الحالة يكون تلبية نداء الرسول هو الأوجب والأولى "فالعمل الصالح ليس اسما لعمل معين بل هو طاعة الله وطاعة الرسول". ﴿مَّن یُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾
⌂ ⌂ ⌂
خلفية المقولةي سفر وكانوا محرمين، وكان النبي ﷺ معهم غير محرم، فطلب منهم رمحًا له ليصطاد، فرفضوا أن يعطوه (ظنا منهم أن مناولتهم الرمح له اشتراك منهم في الصيد وهم محرمين. وهذه مخالفة في الحج) ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلصَّیۡدَ وَأَنتُمۡ حُرُمࣱۚ﴾.
فقام الرسول ﷺ وأخذ رمحه بنفسه قائلا: «جُعِلَ رزقِي [أي صيدي] تحتَ ظلِّ رمحِي [أي ذراعي]» والمعنى ببساطة هو: (إني قادر على استلام رمحي بنفسي بعد مخالفتكم أمري). وبالعامية المصرية نقول: (أنا مش مشلول ولا أكتع) ومثل القول:
"ما حَكَّ جِلدَكَ مِثلُ ظُفرِكَ ◇ فَـتَـوَلَّ أَنتَ جَميعَ أَمرِكَ"
⌂ ⌂ ⌂
حكم عدم الانصياع لأمر النبي ثم انتقل ﷺ إلى قضية حكم من خالف أمر النبي (من المؤمنين) فعقب وقال: «وجُعِلَ الذِّلَّةُ والصَّغارُ على من خالفَ أمري» بمعنى إذا أمرتكم –وأنا نبيكم– ثم لم تجيبوا فلا تتوقعوا إلا الذل والقلة والهوان.— فأولا، الحالة المثار حولها الحديث هي حالة ارتحال مع إحرام للصحابة، وليست حربًا ولا جهادًا كما يتصور البعض، ولا هي حتى كلام عام حول قضية الحرب لنأخذه على معنى التهجم في العموم، لكنها قولة خاصة في حالة خاصة، وهي مقولة تربوية للمؤمنين.
وقد أورد الإمام مسلم القصة كذلك في كتاب الحج، وهذا يؤكد على أن معناها ليس له علاقة بسياق الحرب أصلًا، لأن أشهر الحج هي أشهر يحرم فيها القتال.
— ثانيا، أما الإمام البخاري فلم يورد هذا الحديث إلا بغرض الإتيان بشاهد يبين ما حصل في القصة التي تشرحه، ولم يورده كحديث أساسي مستقل كما يورد أحاديثه الأساسية تحت قوله "حدثنا" أو "أخبرنا"، إنما ألحق القصة بحديث بغرض التوضيح..
لقد أخرج البخاري هذه الفقرة الحديثية من تصور العدوان والبلطجة التي يتصورها الناس عن رسول الله ﷺ، ويعطيهم بوضوح خلفية ما حدث، فيقول أنها كلمة قيلت في موقف معين هذا بيانه من رسول الله ﷺ.
ومعناها بالبلدي (جعل الله رزقي بيدي، ولم يحوجني لأحد، وقد خسر وأثم من لم يطيعني منكم إذ أمرته وخالف أمري)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق