نقدم اليوم بعون الله موضوعًا مُجَمّعًا حول هذه القضية التي يتمسك بها المعارضين
(حياة المسيح ابن مريم القديمة)! وفي الحقيقة نود القول بأن من جمّع هذه الأطراف حول
هذه القضية وركزها بحيث لم يدع مجالًا لاعتراض مقبول بعد، هو حضرة سيدنا مرزا غلام أحمد
المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام، في كتابه الرائع «حمامة البشرى» حيث قال
حضرته:
الأربعاء، 27 يوليو 2016
الاثنين، 11 يوليو 2016
عن الصعود إلى الفضاء [إلغاء شُبهة وبيان قلة وعي المُشتبه فيها]
صادفني منذ مدة انتشاء أحد المعارضين للجماعة الإسلامية الأحمدية وإمامها بما
وقعت عينه عليه من فقرة من فقرات كتاب إزالة الأوهام لحضرة إمام الزمان سيدنا مرزا
غلام أحمد القادياني ﷺ يقول فيها حضرته في معرض تفنيده النقلي والعقلي لكل الادعاءات
الوهمية للواهمين بالصعود المادي للمسيح الناصري إلى السماء وبقاءه فيها ما نصه:
«ومن جملة الاعتراضات أن الفلسفة القديمة والحديثة تقول باستحالة وصول الإنسان إلى كرة الزمهرير بجسمه المادي. وقد أثبتت البحوث الحديثة في مجال العلوم الطبيعية أن الهواء على قمم بعض الجبال مُضرٌ بالصحة، لدرجة استحالة الحياة عليها تمامًا، وبذلك فإن وصول الجسم المادي إلى سطح القمر أو إلى الشمس، هي فكرة لا غية تمامًا».
فيقول المنتشي بشُبهته هنا ما نصه:
"و لكن لسوء حظه و لكي يفضحه الله تعالى أمام كل الخلق صعد الإنسان إلى القمر و الى أعالي الجبال. فهل من ينكر صعود البشر إلى القمر و الى إعالي الجبال يستحق أن يكون نبيا أم دجالا".
والآن نقدم الشفاء الوافي حول هذه الشبهة التي أعجبت مشتبهنا، والتي تؤكد انعدام
صفاء نيته وفساد سريرته إذ لو كان باحثًا عن الحق بصدق لبحث فيما وراء المعاني وما
تصيد فيما لم يُدرِك. ولكنها حكمة الله إذ يوقع المعاند في شر ما يعمل ويفضح قلة بحثه
وإدراكه ووعيه فيجعله من الجاهلين.
فيما يلي نص كلام حضرة المسيح الموعود مزود بعلامات توضيحية نتبعها بالشرح:
فأولًا/ لم يربط المُشتبه ─قصدًا أو جهلًا─ بين كلمتي «وصول الإنسان» و «بجسمه
المادي» اللتين ذكرهما حضرة المسيح الموعود في كلامه! وعليه؛ فقد فهم كلمة «الجسم المادي»
[المُحددة بالأحمر] التالية في كلام حضرة المسيح الموعود بأنها أي جسم مادي (كالصاروخ
مثلًا)‼ في حين أن ذوي أنصاف العقول يفترض فيهم فهم المراد من الكلام على أنه الجسم الإنساني
المُجرد، فهو ─أي الجسد البشري المجرد─ بالفعل محال عليه الوصول إلى سطح القمر أو الشمس.
فحاصل الكلام هو أنه من المُحال وصول الإنسان إلى كرة الزمهرير (الطبقات العليا
من الغلاف الجوي) بواسطة جسمه المجرد فقد أثبتت البحوث العلمية في ذلك الشأن أن قلة
الهواء على المرتفعات قد يضر بالإنسان لدرجة استحالة استمرار الحياة عليها أو المكوث
لوقت طويل، وبذلك القياس يكون وصول الإنسان بواسطة جسمه المجرد إلى سطح الشمس أو القمر مُستحيل
تمامًا.
ثانيًا// لم يربط المُشتبه ─قصدًا أو جهلًا أيضًا─ بين معنيين هامّين، هما حيث
قال حضرة المسيح الموعود: «أثبتت البحوث الحديثة في مجال العلوم الطبيعية أن الهواء
على قمم بعض الجبال مُضرٌ بالصحة، لدرجة استحالة الحياة عليها تمامًا» وتعقيبه: «وبذلك
فإن وصول الجسم المادي إلى سطح القمر أو إلى الشمس، هي فكرة لا غية تمامًا» فلقد صور
حضرة المسيح الموعود صعوبة الحياة على قمم الجبال ولم يقل أنه من المحال الوصول إليها،
ثم أسقط قياسًا هذا التصور على صعوبة الحياة على سطح القمر والشمس فقال باستحالة ذلك. فليس
المعنى هو استحالة الوصول، إنما القصد هو استحالة المُكوث، فضلًا عن المكوث لفترات
تطول، ينفذ فيها المُسبب المادي للبقاء.
وفضلًا عن واقعية ذلك علميًا إلا أننا لا نكتفي بهذا بل نزيد؛ فنورد ذكر المؤرخ
الشهير عبد الرحمن بن خلدون: ↓
وفي هذا المقطع الهام من كلام مؤرخنا
العظيم ابن خلدون سيقول المُتسرع ─من أمثال معارضينا ومُشتبهنا الآن─ والمتكاسل عن
القراءة التامة الكاملة حتى النهاية، بأن كلام ابن خلدون غير منطقي في المقطع الأول،
في حين أن حقيقة كلام ابن خلدون في ذلك المقطع هو ضرورة إعمال العقل فيما يُقرأ، وتفعيل
خاصية الربط التي هي من أساسيات وخصائص العقل البشري.
فيقول:
«لماذا يقوم الملك بهذا الذي حُكي عنه ويعرض نفسه وملكه للمخاطر وعنده ما عنده من جنود وخدم، فضلًا عن كون عدم معرفة صور الجن ليعمل لها تماثيل»
أما المقطع الثاني؛ فيبرهن فيه عمليًا استحالة البقاء لفترة طويلة داخل الماء
على الرغم من وجود سبب صناعي مؤهل للبقاء، فهذا السبب رغم تأهيله للبقاء إلا أنه وقتي محدود،
ومحدوديته قصيرة، ومهما طالت فهي تحتاج لإمداد مادي من مُمِد خارجي، وإلا فاستحالة
البقاء مؤكدة. ونقول الآن؛ أن ما ينطبق على الغوص في الماء ينطبق على قمم الجبال.. وبالتالي
بشكل أولى ينطبق سطح القمر والشمس أيضًا.
السؤال الآن: هل يُخطِّئ أحد كلام ابن خلدون؟! الجواب لا، لأنه بالفعل لم يقل
شيئًا خطأ بخصوص ذلك الأمر، بل نؤكد عليه جميعًا، فما قاله ابن خلدون إذًا، قاله حضرة
المسيح الموعود، فيقبل الناس قول ابن خلدون ويرفض المعاندين من أولئك الناس قول المسيح
الموعود، فقط لأنه لامس اعتقاد خاطئ فاشل ترسخ في عقولهم منذ القدم.
إذن، لقد وقع المشتبه المُنتشي بشُبهته في فشل عدم الربط بين الكلمات والمعاني.
فإذا غفرنا له زلة عدم ربط المعانى، لا نستطيع تمرير أمر عدم ربط الأشكال والكلمات،
فحتى الحيوانات العجماوات تمارس ذلك الربط‼ إلا إذا اعترف بتصيده مع علمه بالحق فهو جاحد له بعدما استيقنته نفسه.
ثالثًا/// [دليل صدق]
■ معلوم بأن كتاب "إزالة أوهام" لحضرة مرزا غلام أحمد القادياني المسيح
الموعود الإمام المهدي ─عليه السلام─ مترجم حديثًا عن اللغة الأردية، فلو افترضنا
جدلًا أن هذا القول الذي أخذه المشتبه على عاتقه بأنه يفت في عضد صدق الإمام والوحي الذي
يتلقاه، لكان من الأولى تعديل أو حذف مثل تلك (الأغلوطات) مثلًا، هذا إذا كان الكذب
والتضليل هو المبتغى كما يروج المعارضين، فما الذي جعل الكلام يبقى كما كتبه وقصده الإمام؟ وجواب ذلك يثبت أولًا
صدق الجماعة ومصداقيتها، وثانيًا يثبت بداهة الفهم الذي أوردناه أعلاه، ولكن فقط لذوي
العقول والباحثين الصادقين، أما الذي يتعثر في مثل هذه الشبهات الواهية والتي ليست
قائمة على أساس يُذكر فهو للأسف ليس له نصيب بعد في جماعة الله.
:.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)